هل اتحاد الشغل "احمق" مطاع في قومه ؟
حربوشة نيوز
مقال للصحفي سليم الحكيمي من تونس
الى الطبّوبي : شرّ الناس أحمقُ مُطاع في قومه
على وقْع التنافس للفوز بكاس تونس في الصّفاقة، روى أخيرا عن طبوبياّت الامين العام، انه حضر جلسة للمكتب التنفيذي عجِلا .. وقال: كنت ساسافر الى بلد غربي، ولكني اعتذرت عن الدعوة" . فسألوه :" ان شاء الله المانع خيرْ ؟ .فرد ّواثقا :" مَعنديش شْكون يْهنيّني على البْلاد " . لم يتمالك الحاضرون عن الضحك، لأن أهل مكة ادرى بشعابها وخطب زعيمها و روائع الاقتصاد" الهِشْ" وتجاوز الإِِزمة " والتلقين العقائدي الذي يحتاجه من سامي الطاهري كلما تكلّم ..وكلاهما في الوهم شرق، يطلاّن قي تعال على النقابيين من شرفة كما يطلّ هتلر وموسولوني. هي ثقافة مستحكمة و"أسماء مملكة في غير موضعها" تُسقط علينا كِسَفا من الجهل والعسف. و في حلقة مع الرّاحل "نجيب الخطاب" في برنامج "الوان واجواء" في ثمانينات القرن الماضي ، سئُل المطرب العادي "توفيق النّاصر "عن رايه في الموسيقار "محمّد عبد الوهاب " فرد ّ: "احنا الفنانين الكبار منُجموش نُحكمو على بعضنا ". غدت هذه القولة مثلا في صفاقة التطاول والتطاوس على المقامات الحقيقية. حين سلّموه جائزة نوبل للانقلاب، رفع "حسين العباسي" الشهادة كمن يحمل كأس تونس للحلاقة. ولا يعرف ان شهائد العلم لا تُمسك بتلك الطريقة. سرّ الوهم : اعلام اتفه من أحمق ثَقيف، وثقافة تقارن "بوساحة " ب"ام كلثوم" كما فعل "سمير العقربي"، وحسين العباسي بالزعيم الحقّ حشّاد، على راي عبقرينو موزاييك "زياد كريشان."، وحكومة لا تعرف ان قيادة النقابة نمر من ورق، تستغل هشيما من الوعي النقابي،
ذكّرني " ماريشال عمار الاتّحاد " الذي وصل به الامر الى ادعاء نقابته اسقاط نظام بن علي، بمريض الوهم مع الشيخ الرئيس ابن سينا، الذي جاؤوه برجل يخور كالبقرة ويوهم بانه تحول الى كائن عاشب. ادرك الرجل حقيقة مرضه فقرر ان يعالجه علاجا يذهب بوهمه. فاستل سكينا ، وقال ما دام الرجل بقرة فوجب ذبحها. حينها نهض الرجل وقام قَومة لم يقعد بعدها على عَجُزِه. الشعب الذي كان يُضرب صار اليوم قادرا على الضّرب، وهو ما لا تقبل به المتضررون من الثورات. يقفون ضد الحرية لانها تسمح بكشف غطاء عنهم، وضد الديمقراطية لانها لا تسمح بتابيد سطوتهم. ما يؤسف ان اجدادنا لم تكن لهم القابلية للاستعمار فناضلوا ببنادق صيد صدِئة، بينما لموظفبن ونقاببن القابلية للاستدمار وتخريب الوطن. لن تنجح أي حكومة في تونس دون ان يقف كل واحد عند حدوده . والحكومات التي تجنبت المعارك مع القيادة النقابية لم تفعل غير ترحيل الخصومة كتاجيل العملية الجراحية الضرورية. مالذي جنته مهادنة النقابة غير الاضرابات وتفقير البلاد ؟ وماذا انجزت القيادة النقابية غير الاعلان عن الاضراب او التلويح به، دون تثمين يوما لقيمة العمل؟ وما الذي يمكن ان تفرضه القيادة اكثر مما فرضته "الكورونا" العابرة التي اوقفت البلد، لكنه عاد الى العمل،؟ اما هذه الطُغمة فهي جائحة دائمة .في دول غربية تحترم وظائفها، لا يمكن ان تفاوض الحكومة نقابة مؤسسة خاسرة بعلوّ جبين نقابة مؤسسة تحقق ارباحا. بل تحولت النقابات شريكا في ارباح المؤسسة اصلا. ولكن كل ما درسناه من شروط النهضة للدّول و عوامل الحضارة، تنحسر اسبابه فقط في تونس، في تحديد دور النقابة الذي يمنع التغيير الجذري وينهب الدولة ويشطب قيمة الواجب من الوعي في التعليم والصحة والامن والقضاء ...كداء السّكري الذي يفتك بسائر الحوّاس والأعضاء البصر والكلى والعظام ..ولا ينتهي الا بوهن جسد يُقعده ويعمِده . قيادة نقابية انتهى زمنها، لم تصلح زمن الاستبداد فناصرت الديكتاتورية و عششت في مزابل حكمها، ولم تصلح زمن الحرية فرفضت معايير الشفافية وفرضت فوضى الاجور والقيمة والمعايير واختلال العُرف.عقدة الماريشال عمار" البلْدية" وعقدة القيادة النقابيّة العِلم . "كلام رجاّلة مشْ لعب بْنَاويت "....
وقديما قالت العرب: " شرّ الناّس أحمق مُطاع في قومه."