لماذا أُزيلت عبارة “للمُسلمين فقط” من اللوحات الإرشاديّة في المدينة المنورة وما هي العبارة الجديدة البديلة؟..

لماذا أُزيلت عبارة “للمُسلمين فقط” من اللوحات الإرشاديّة في المدينة المنورة وما هي العبارة الجديدة البديلة؟...

السعودية ، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، اللوحات الإرشادية ، الوهابية، محمد بن عبد الوهاب، المدينة المنورة، مكة المكرمة، للمسلمين فقط، حد الحرم، حربوشة نيوز ،حربوشة_نيوز

لماذا أُزيلت عبارة “للمُسلمين فقط” من اللوحات الإرشاديّة في المدينة المنورة وما هي العبارة الجديدة البديلة؟.. جدل ونصوص فقهيّة إلى الواجهة وصور للحجر الأسود عالية الوضوح تُنشَر لأوّل مرّة. 

كان أمرًا مُقدّساً ومُباهياً، أمر حصر دُخول مناطق مُعيّنة على المُسلمين في مكّة والمدينة، فهي أقدس بقاع الأرض للمُسلمين، وكان يُعتبر دخول غير المُسلمين إلى المدينتين، بمثابة التحريم، هذا على الأقل ما كانت نصوص كتب التوحيد والفقه الأصولي تدعو إليه في مدارس العربيّة السعوديّة، وتعليمها الجامعي.

الأمير ولي العهد محمد بن سلمان، بدا أنه أنهى عصر الوهابيّة، حين نزع “القداسة” عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فالأخير كان المُجدّد في عصره، فالأمير الشاب تعمّد الإشارة في مُقابلته الأخيرة على التلفزيون الرسمي، أنّ بن عبد الوهاب، لو خرج ووجدنا نُقدّسه، لما قبل بذلك الأمر، بن سلمان وضع نقطة لثمانين عاماً من سطوة الصحويّة، والوهابيّة، وقلب الصفحة، فصلاحيّات رجال المُؤسسة الدينيّة، باتت ذكريات، سيرويها الجيل الحالي، للأجيال القادمة، فلا صوت يعلو فوق صوت الرؤية، وأميرها.

لا بُدّ من التعريج إلى إشارة الأمير بن سلمان لشيخ الوهابيّة الراحل، كدلالة وصل بحسب الأوساط السعوديّة، تنقلنا إلى زمن الرؤية، أو زمن التسامح، وتحديدًا مع غير المُسلمين، الذين كانوا كُفّارًا، وتُوجِب أحكام الدين قتلهم، وعدم تهنئتهم بأعيادهم، هذه الأمور معروفة لأجيال الثمانينات والتسعينات في المملكة، وهي قصّة بدا أنها انتهت حتى على عتبات بوّابات الطرق المُؤدّية إلى المدينة المنورة، حيث فيها المسجد النبوي، وقبر رسول الإسلام محمد الأكرم.

“للمُسلمين فقط”، ما عادت العبارة التي تفصل غير المُسلمين إلى طريقهم، فالطّريق هُناك مقسومةٌ إلى طريقين، وفقاً للدين، الأوّل للمُسلمين، والآخر لغير المُسلمين، وفي عبارةٍ أكثر سماحةً استبدلت السلطات السعوديّة اللوحة الإرشاديّة، عبارة للمُسلمين فقط باللون الأحمر، إلى عبارة “حد الحرم” باللون الأخضر، وهُنا سيفهم أتباع الديانات السماويّة الأخرى، أنّ الدين الإسلامي شرط لدخول المدينة المُقدّسة، بعبارة وجدها نشطاء أكثر لطفاً، وتسامحاً.

وتناقلت المنصّات السعوديّة، صُورًا تُعقَد فيها مُقارنةً بين اللوحات الإرشاديّة السابقة، والحاليّة التي جرى فيها استبدال العبارة إلى حد الحرم، ومع دخول الزائر حدود الحرم، يمنع غير المُسلمين الوصول إلى تلك الحدود، أمّا بقيّة مناطق المدينة المنورة، فلا يكون شرط الديانة شرطاً للدخول، فهُناك محافظات تتبع المدينة، ومنها العلا، وينبع، ومهد الذهب، وتلك لا يشملها المنع.

ويرى مُعلّقون، أنّ خطوة إزالة عبارة للمُسلمين فقط بلونها الأحمر التحذيري، تهدف أيضاً للمُساهمة في الترويج لمدينة العلا، وهي إحدى محافظات المدينة المنورة، حيث أصبح للمدينة مطارًا خاصّاً، بعد أن كانت مطار المدينة المنورة مطارها، حيث ينظر الأمير بن سلمان، للعلا، بمثابة مشروع تراثي طبيعي، يهدف منه جذب السيّاح، وهو الذي أعلن عن رؤيته 2030، التي يرغب من خلالها تنويع مصادر الدخل غير النفطيّة.

وتشترك مكّة المكرّمة مع المدينة المنورّة، بذات شرط دخول المنطقة المُقدّسة، وهو الديانة الإسلاميّة.

وذهب الإعلام السعودي إلى تصدير النصوص الفقهيّة، التي توضح عدم تحريم منع دخول غير المُسلمين إلى المدينة المنورة، وهو ما طرح تساؤلات حول توقيتها، فالنصوص التي جادلت في حرمانيّة دخول غير المُسلمين لمكّة والمدينة، موجودةٌ مُنذ سنوات، ولم يجر اكتشافها مع دُخول عصر الرؤية والانفتاح الذي تشهده المملكة.

وبالتّزامن، كان لافتاً توقيت نشر حساب الحرمين الشريفين لصورة حديثة للحجر الأسود عند الكعبة المشرفة على حسابها في “تويتر” عالية الوضوح والدقّة تُظهر ألوانه، وهي صورة تم التقاطها بتقنية حديثة لأوّل مرّة.

رأي اليوم 

أحدث أقدم