اتفاق غير مسبوق: السلفادور تستضيف المجرمين العنيفين المرحلين من الولايات المتحدة
في خطوة مثيرة للجدل، وافقت السلفادور على استقبال المجرمين العنيفين المرحلين من الولايات المتحدة، بغض النظر عن جنسيتهم. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والرئيس السلفادوري ناييب بوكيلي، كجزء من جهود دعم سياسات إدارة ترامب للهجرة.
أبرز بنود الاتفاق
يتضمن الاتفاق:
مواصلة استقبال المرحلين السلفادوريين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
قبول ترحيل المجرمين من أي جنسية، بما في ذلك أعضاء عصابتي MS-13 وTren de Aragua.
إيواء مجرمين أمريكيين، بمن فيهم مواطنون أمريكيون، داخل سجون السلفادور مقابل رسوم تدفعها واشنطن.
أكد الرئيس بوكيلي أن سجن CECOT الضخم، الذي يتسع لـ 40,000 سجين، سيكون الموقع الأساسي لاستقبال هؤلاء السجناء، مشيرًا إلى أن العوائد المالية ستساهم في دعم نظام السجون في البلاد.
مخاوف قانونية وحقوقية
أثار هذا الاتفاق انتقادات واسعة، حيث يرى خبراء قانونيون أن القانون الأمريكي يمنع ترحيل المواطنين الأمريكيين حتى وإن كانوا مسجونين. كما حذرت أستاذة القانون في جامعة بيركلي، ليتي فولب، من أن هذا الاتفاق قد يواجه تحديات قانونية جادة.
في المقابل، أعربت منظمات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء ظروف السجون القاسية في السلفادور، حيث تنتشر الاكتظاظ، وضعف الرعاية الصحية، وانعدام الضمانات القانونية. كما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه السجون تشكل خطرًا على صحة وسلامة السجناء.
ردود الفعل السياسية والشعبية
حظيت الصفقة بدعم من إدارة ترامب وحلفائها، حيث وصف إيلون ماسك الاتفاق بـ "الفكرة العظيمة". ولكن في المقابل، يرى معارضو الصفقة أنها تقوض الديمقراطية وتنتهك القانون الدولي.
الجماعات اللاتينية المدافعة عن حقوق المهاجرين انتقدت الاتفاق بشدة، واعتبرته انتهاكًا صارخًا لحقوق المرحلين، في حين وصفت الأكاديمية منيشا غيلمان الاتفاق بأنه سابقة خطيرة قانونيًا، متهمةً الولايات المتحدة والسلفادور باستخدام المرحلين كورقة ضغط سياسية.
على الصعيد الداخلي، رفضت المعارضة السلفادورية الاتفاق. وانتقد مانويل فلوريس، زعيم جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني، الخطوة قائلاً: "هل أصبحنا ساحات خلفية أم مكبات نفايات؟"
تصعيد في سياسات الهجرة
يتماشى هذا الاتفاق مع سياسات ترامب المتشددة تجاه الهجرة، والتي شملت زيادة عمليات الترحيل، وسحب الحماية من المهاجرين، واستهداف العصابات العابرة للحدود مثل MS-13 وTren de Aragua.
علاوة على ذلك، تضغط الولايات المتحدة على الدول الأخرى لقبول مواطنيها المرحلين، حيث تمكن ترامب مؤخرًا من إقناع فنزويلا بقبول المجرمين الفنزويليين المرحلين.
يمثل قرار السلفادور بإيواء المجرمين الأمريكيين تحولًا كبيرًا في سياسات الهجرة العالمية. وبينما يخدم الاتفاق المصالح السياسية لبعض الأطراف، فإنه يواجه عقبات قانونية كبرى وانتقادات حقوقية مستمرة. ومن المرجح أن تشهد هذه الصفقة تحديات قانونية ومتابعة دولية مكثفة في الفترة المقبلة.
من الحرب على العصابات، يولد سلفادور جديد