تعيين المشيشي الى أين ؟

حول تعيين المشيشي في منصب رئيس الحكومة

ابويعرب-المرزوفي-قيس-سعيد

كتب الفيلسوف ابو يعرب المرزوقي :

ما جرى البارحة إذا قرأناه بما آل إليه أمر ديوان قرطاج هو حسم معركة فرنسا وإيران في تونس لصالح فرنسا حتى وإن أوهموا سعيد بأنهم سيوفرون له فرصة تحقيق مشروعه القذاوفي والستاليني. وكلاهما مستحيل كما أبين عندما أحدد السيناروين الممكنين.وما كانت فرنسا تنجح في هذه العملية لولا عاملين:

1-الاول هو ما عليه حال إيران من الافلاس المادي الذي لم ييسر لها ما كان يسمح لها بالفاعلية التي تشتري بها الضمائر ليس لأنها أفلست ومعها خزنتها العراقية بل لأن ممولي الثورة المضادة العربية هم بدورهم في ضيق بعد أزمة كورونا وأزمة أسعار البترول وجشع ترومب.

2-الثاني تبعية فرنسا للصهيونية التي تريد حسم معركتها مع إيران لترجعها إلى نظام الشاه حتى تصبح شرطيها في الاقليم بعد أن تبين لها أن عربان الخليج لا يعتمد عليهم في غير دور البقرة الحلوب. نزع سلاح إيران هدفه جعلها عصا غليظة كما كانت في عهد الشاه لخدمة الصهيونية مثل الهند في الشرق الاقصى.

اعتقد أن مشروع سجين قرطاج يوجد أما سينارويين كلاهما يؤديان إلى خسارته في النهاية لأن تعيينه هذه المرة للوزير الاول بخلاف ما قد يتصور الكثير هو نهايته الحتيمة ايا كان السيناريو:

1-السيناريو الأول عدم حصول الحكومة الجديدة على الثقة وحل البرلمان والعودة إلى الناخب. وهو سينايوا الحسم السريع له أو عليه. وأرجح أن يكون عليه لأن الدفاع عن المشروع كما حددت الخطة يجعله فاضحا لنفسه ودعايةضد ذاته إذ لا يوجد تونسي فقيرا كان أو ثريا يقبل مشروع القذافي والسوفيات.

2-السيناريو الثاني حصول الحكومة الجديدة على الثقة والمرور إلى التعديل الدستوري بغاية قلب الهرم. وهو الأيسر وينبغي تركه يحصل لأنه به يخسر في الحالتين سواء بدا له أو عليه.
1-2- فإن بدا له يعني إذا تحقق الاستفتاء على تغيير الدستور وحصل على الموافقة فقلب الهرم. فحينها نكون في وضعية أكثر تفتتا من الانتخابات البلدية ولن يستطيع ربح مثل هذه المعركة التي ستعيد تونس إلى القبلية والعروشية والمعارك التي لا نهاية لها ولن يستطيع الصعود إلى مجلس على هواه: لسبب بسيط ليس عنده ما عند القذافي ولم يعد الشعب التونسي كما كان الشعب الليبي قبل نصف قرن.

2-2-وإن بدا عليه فالأمر حينها يكون قد حسم لأن إذا خسر الاستفتاء فسيسقط بمقتضى أحكام الدستور وسيحاول القيام بانقلاب عنيف ولكن حينها سيكون الجيش وحتى الامن ضده خاصة والمشيشي هو الذي سكون ساعيا لأن يكون مثل ابن علي في عهد ترهل نظام بورقيبة. وذلك هو توقع فرنسا ولهذا فهي التي رشحته.

هذا والله اعلم. ولما كنت أخشى توقعاتي لأنها في الغالب صائبة وهي في هذه الحالة إذا أصابت كانت مصيبة لتونس لأنها ستخسرها كل التجربة الديموقراطية وتعيدها إلى ما وصفها عليه حبيس قرطاح الاحمق: محمية فرنسية لقرن آخر. والعلة هي أن أحزابها وقواها السياسية ونبخبه الجامعية والثقافية ليست إلا أدوات المافيات التي خلفها ابن علي والحجامة .
أحدث أقدم