همزة و غمزة و بدأت معاول الهدم لإغراق السفينة قبل ابحارها ؟

همزة و غمزة و بدأت معاول الهدم لإغراق السفينة قبل ابحارها ؟

المشيشي ، تونس، قيس سعسد، تونس، حربوشة اخبار
قيس سعيد- المشيشي

كتب الامين الشابي

مباشرة و بدون مقدمات و لا " مفتحات " دعنا نقول منذ البداية و أنّ معاول الهدم قد تمّ شحذها - في ليل بهيم و تحت أجنحة الظلام - و شرعت في الهدم و التكسير و " التفشيخ " و" التنبير " و " الكذب و الإدّعاء و اختلاق الملفات من أجل اغراق السفينة قبل ابحارها ، شعارهم " من ليس معنا هو ضدّنا " و" ضدنا " هذه تحمل الكثير من التأويلات فهي تعني، أنّه من ليس معنا هو بالضرورة ضدّنا. و تعني أيضا أنّه سيسبح ضدّ تيارنا و ضدّ ريحنا و ضدّ أمواجنا و ضدّ اتجاه أشرعتنا و ضدّ مصالحنا و ضدّ غنائمنا و ضدّ ما هو قادم من الغنائم بل الأهم من كلّ ذلك هذا الربان لا يتماهى مع رؤيتنا و مشروعنا لهذه البلاد و العباد، و هنا ربما مربط الفرس و مصدر الخوف من القادم، بعد عقد من الزمن تاه بين الجريمة السياسية و دستور على المقاس و نظام سياسي يعطّل و لا يسرّح و قانون انتخابي بين بين و بلاد ضاعت بوصلتها و شعب لا يعرف أين يتجه و كان الانقسام سيد الموقف جرّاء أنّ من كانوا في سدّة الحكم لم يحسنوا لا التصرف و لا القول و لا المواقف و لا حتّى الهدوء و التحكم في الأعصاب بل فتحوا على البلاد و العباد أبواب جهنّم نتيجة الصراعات الايديولوجية و الحزبية الضيقة فحادت السفينة على مسارها و أوشكت على الغرق .
في المقابل نجد المستبشرين و المهللين و المرحبين بقائد السفينة الجديد و يرون فيه حبل النجاة و طوقها و يرون في عدم اختيار رئيس الجمهورية أحد مرشحي الأحزاب نتيجة منطقية تكريسا للمثل الشعبي القائل " لو كان جاء فالح راو من البارح " فكان اقتراح المشيشي حديث القاصي و الداني و يرون فيه المنقذ لسفينة البلاد من الغرق المحتّم في الوقت الذي لم يفلح ما يزيد عن 7 حكومات سابقة في انقاذ هذه السفينة و لا من على ظهرها من بشر و مواد وسلع..
و للمفارقة أيضا أن المواطن العادي لا ينظر إلى هذا التعيين إلاّ من ثقب ما تردّت فيه البلاد و العباد من حكم 10 سنوات عجاف على كلّ الأصعدة، . في حين ترى النخبة ذلك من زاوية أشمل و أعمق لهذا الاختيار باعتبار و أنّ كلّ المؤشرات الداخلية و الاقليمية و حتى العالمية تشير إلى امتعاض الكلّ من تجربة الحكم عبر الإسلام السياسي باعتبار ما خلّفه من دمار أينما حلّ و لنا شواهد في سوريا و اليمن و مصر و لبنان و ليبيا و السودان و غيرها من الدول، بالرّغم من أنّ هذا اللون في الحكم كان برعاية الدول العظمى و على رأسها الإدارة الأمريكية - بمباركة من الكيان الصهيوني - خاصة في حقبة حكم أوباما - و قد بدأت استراتيجيته تفوح رائحتها النتنة و ما كان يخطط له من ترك ثلاثة أقطاب فقط تحكم العالم العربي و هي تركيا السنية و ايران الشيعية و اسرائيل اليهودية و بقية الدول تلحق بهذه الأقطاب الثلاثة و هنا نحن نعيش تبعات ذلك عبر الكيان الصهيوني و عربدته و التوسع التركي العثماني بليبيا و سوريا و تصدير الثورة الايرانية عبر تمزيق بعد الدول العربية ( فلسطين و لبنان و العراق و اليمن ).
و بالعودة إلى اقتراح المشيشي على رأس الحكومة نلاحظ تضارب المواقف داخليا، البعض مع هذا الاختيار وهلّل له، و البعض الآخر تأبطّ شرّا و تحزّم بمعاول الهدم، و لكن الثابت و أنّ البلاد قادمة على منعرج حادّ و حاسم مع كلّ ما عاشته البلاد طيلة العشر سنوات "بحلوها" و مرّها و أرى في فنجانها أنّ كلّ الملفات ستفتح بلا هوادة و لا رحمة من أجل عيون تونس و تونس فقط بعيدا عن الحسابات الضيقة و هذا ربما ما يربك من كان ضدّ هذا التعيين للمشيشي ليقود المرحلة القادمة؟ و السؤال الأهم هل تسترجع البلاد توازنها و سيادتها و قرارها و تستعيد هيبتها و استقرارها و ترجع عجلة الانتاج إلى دورانها و بالتالي تقف مهزلة ديمقراطية الاقتتال لفائدة الغير؟ نأمل ذلك....؟

أحدث أقدم