لماذا “أُقيل ثم استُبدل” إمام الحضرة الهاشمية؟ تصريحات “مثيرة” أطاحت بالشيخ ربابعة

لماذا “أُقيل ثم استُبدل” إمام الحضرة الهاشمية؟ تصريحات “مثيرة” أطاحت بالشيخ ربابعة


الأردن ، إمام الحضرة الهاشمية الأردنية،  الشيخ غالب ربابعة، الدكتور أحمد الخلايلة،  الديوان الملكي الأردني،  حربوشة نيوز


دفع فيما يبدو إمام الحضرة الهاشمية الأردنية الشيخ غالب ربابعة ثمنا سريعا لسلسلة تصريحات وردت على لسانه عبر وسائل الإعلام خلافا لتقاليد مرعية يعرفها الجميع، تقضي بعدم ظهور رجال الدين الكبار العاملين مع القصر الملكي في حالة اشتباك سياسية أو في حالة إثارة للجدل، حيث صدرت الخميس إرادة ملكية بقبول استقالته من منصبه.

كما صدرت إرادة ملكية أخرى بتعيين إمام جديد للحضرة الهاشمية وهو بالعادة شخصية دينية رفيعة تتولى الشؤون الدينية الإجرائية للديوان الملكي.

وعُيّن الشيخ الدكتور أحمد الخلايلة إماما للحضرة الهاشمية بدلا من الشيخ الدكتور غالب ربابعة.

وحصل هذا التغيير المفاجئ في موقع رفيع بالقصر الملكي لا يحظى بالأضواء بالعادة، مباشرةً بعد نحو خمسة أيام من ظهور الشيخ ربابعة على شاشة قناة “المملكة” حيث أدلى بسلسلة تصريحات أثارت قدرا من الجدل، واعتُبرت أو صُنفت على أنها بعيدة عن الخط العام للدولة، وتخالف مضمون ومنطوق الموقع الذي يشغله الرجل، حيث لا يُدلي إمام الحضرة الهاشمية بتصريحات، ومهامُه بالعادة محددة على نحو مرسوم.

وكان الشيخ ربابعة قد أثار عاصفة من الجدل خصوصا وسط الطبقات الثرية وطبقة رجال الأعمال، بعدما اقترح أن يتم إصدار قانون له علاقة بفرض الزكاة، على أن يدفع من يملك المال من الأردنيين ما نسبته 2.5% من أمواله الخاصة التزاما بشرع الله.

وفي مقابلته المثيرة على شاشة القناة التي تعتبر إحدى الأذرع الإعلامية الرئيسية للدولة، قال الشيخ ربابعة إن الزكاة قد تكون هي الحل في ظل الوقائع الاقتصادية والاجتماعية، مقترحا تأسيس صندوق خاص لجمع الزكاة قسرا من الأثرياء والأغنياء في المجتمع، وتخصيصها لمشاريع متوسطة وصغيرة إنتاجيا تخفف من البطالة، بدلا من دفع أموال الزكاة بصورة مباشرة.

ووجّه ربابعة في حديثه الشهير نقدا لما أسماه بمنهجية الصدقة، معتبرا أن الصدقة في الواجب الشرعي مسألة تختلف عن الزكاة، وأن التكافل بين المواطنين الأثرياء والفقراء ليس فقط من الأحكام الشرعية بل من سياقات الواجب الوطني.

ومباشرة بعد الإعلان عن هذه التصريحات التي أثارت قدرا من الجدل، وبعد خمسة أيام، فوجئ الجميع بقبول استقالة الشيخ ربابعة، وتعيين الشيخ الخلايلة، وهو قريب وزير الأوقاف الحالي الشيخ محمد الخلايلة في منصب إمام الحضرة الهاشمية، وهو منصب سبق أن شغلته شخصيات دينية بارزة في الماضي في اكثر من موسم.

وحفلت منصات التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي حاولت التفاعل على هذا الحدث المفاجئ. وتسببت إقالة الشيخ ربابعة بنجومية خاصة له، حيث لم يكن أصلا من الشخصيات المعروفة على المستوى الشعبي والنخبوي؛ بسبب طبيعة مهامه وعمله وزهده بأضواء الإعلام والمناسبات الاجتماعية.

وأصبح ربابعة معروفا، ويُنظر له باحترام شديد، باعتباره حاول مناصرة الفقراء من الشعب الأردني، وفقد وظيفته جراء ذلك. وهي رواية لا يمكن تقديم أدلة وبراهين عليها ولم تثبت بعد.

وبثت فضائية المملكة تصريحات مثيرة في أكثر من جانب، توجه ضمنيا انتقادات حادة للحكومة ولكبار المسؤولين في الدولة عن الشيخ ربابعة، وبصيغة تخالف مضمون وصيغة وشكل وظيفة وضعه ضمن رموز المناصب الرفيعة في الديوان الملكي.

وتحدث الإمام المُقال في الحديث المشار إليه عن الفقراء ووجوب التضامن معهم، معتبرا أن المسؤولين في الدولة الأردنية لا يقومون بواجبهم، وأن واجبهم الأساسي هو خدمة المواطن الأردني وخدمة الشعب، وأنهم لا يتفضلون على الشعب عندما يقومون بهذا العمل.

كما شدد ربابعة على أن الشعب الأردني ليس متسولا، وهو الآن يشعر بمعاناة معيشية ومالية كبيرة وحقيقية، وينبغي أن تتوقف عملية التعامل معه بالمساس بكرامته المعيشية.

ويبدو أن تعليقات الشيخ ربابعة في هذا السياق لم تعجب الكثيرين في دوائر القرار في الدولة، خصوصا في ظل وظيفته الاعتبارية كجزء من الطاقم العامل بالقصر الملكي، مما استدعى المبادرة إلى استبداله بشخص آخر، خصوصا وأن اللهجة التي استخدمها ربابعة كانت لهجة حادة بصورة واضحة وكبيرة وغير مألوفة وغير معتادة في الوقت نفسه.

القدس العربي 

أحدث أقدم