ثلج الأردن ألهب حماس المواطنين و”رسالة الملك” للمخابرات أشعلت “صقيع التكهنات”

ثلج الأردن ألهب حماس المواطنين و”رسالة الملك” للمخابرات أشعلت “صقيع التكهنات”


ثلج الأردن ألهب حماس المواطنين و”رسالة الملك” للمخابرات أشعلت “صقيع التكهنات”،حربوشة نيوز


لندن- قد لا تكون مجرد “ملاحظة عابرة” بقلم عضو مجلس النواب الأردني “الإسلامي المسيس” عمر العياصرة.

صبيحة يوم “العاصفة الثلجية” غرد العياصرة قائلا إن “الثلج طغى على رسالة جلالة الملك للمخابرات… الأولويات يحددها الناس”.

المقصود طبعا رسالة الملك عبدالله الثاني “المهمة جدا” التي وجهت مساء الأربعاء لمدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني وتضمنت تجديد الثقة بكوادر الإدارة وبإنجازاتها وتوجيه بالعودة “إلى الاختصاص”.

تزامنت الرسالة، في صدفة غير مقصودة على الأرجح، مع تداعيات “عاصفة ثلجية” كبيرة ألهبت كل أنماط الانشغال الشعبوي بين المواطنين الذين لا يظهرون أصلا اهتماما كبيرا بالملفات السياسية.

لكن تلك الرسالة الملكية بددت “صقيع الوجوم والسكون” ورفعت حرارة التهامسات والنقاشات وتحديدا على المستوى النخبوي وهي تثير العديد من ردود الأفعال و”التكهنات الحذرة للغاية” حتى لا يساء فهم الإشارات والدلالات.

ولعل ذلك ما قصده النائب المسيس العياصرة قبل أن تعيد فجأة وسط الصقيع وبعد ظهر الخميس منصة إلكترونية تتبع التيار الاسلامي بث ونشر كلمة مثيرة للنائب صالح العرموطي يتحدث فيها عن “ثلاث حكومات” في الأردن واحدة في “القصر” والثانية في المستوى الأمني والثالثة “لا تملك من أمرها شيئا” وهي التي تواجه قبة البرلمان.

طبعا سياسيا وإعلاميا ليس صدفة أن تركز منابر الإسلاميين على مداخلة العرموطي.

وليست صدفة تغريدة العياصرة، فالبوصلة السياسية المحلية غرقت في التوقعات والتأويلات ورسالة الملك للجنرال حسني قرأت بكثافة واهتمام وسط عاصفة الثلج ومن عدة زوايا.

بعيدا عن دلالات ومضامين الرسالة سيطر الإيقاع “الثلجي”على مجريات المشهد الأردني وطوال الـ48 ساعة حيث أعلنت حالة طوارئ في جميع محافظات المملكة وشوهد رئيس الوزراء الدكتور بشر خصاونة والعديد من الوزراء في الميدان وغرف العمليات، وتكرر مشهد اصطفاف مئات السيارات ” العالقة” في الشوارع بسبب “فضول الاحتفال بالثلج” وتجاهل المواطنين لتعليمات الدفاع المدني والأمن بالبقاء في المنازل وتجنب مغادرتها.

حبست العاصفة الثلجية تماما ملايين الأردنيين والمقيمين في منازلهم ليلتين على الأقل وشهدت محافظات الشمال تساقطا واسعا للثلج فيما أصبحت حركة الطرق صعبة وسط تحذيرات الانجماد حتى في داخل العديد من أحياء العاصمة.

وطبعا شوهد عشرات الآلاف من المواطنين بعد تداعيات فيروس كورونا في حالات انفعال واحتفال بالثلج بالشوارع العامة والأزقة وتم نشر آلاف الصور لتماثيل الثلج. وقالت نقابة مختصة إن الشعب الأردني استهلك يوم الأربعاء فقط ما يُقدر بأكثر من 234 ألف إسطوانة غاز، فيما صرحت نقابة المخابز وخلافا للعادة أن استهلاك الخبز في معدلاته اليومية الاعتيادية في مفارقة بارزة توضح أولويات إنفاق الأردني وتكشف عن مفارقات القوة الشرائية أيضا.

ويمكن القول إن “الصورة الأكثر رواجا” وسط تفصيلات العاصفة الثلجية الأردنية كانت لمراسل التلفزيون الرسمي في مدينة عجلون شمالي المملكة محمد القضاة وهي صورة نشرها على حسابه على انستغرام ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله وتظهر المراسل القضاة وهو يقوم بالتغطية وسط تساقط كثيف للثلج فوق رموشه وعلى وجهه وكتفيه وصدره.





 

أحدث أقدم