صحوة دبلوماسية أم تصفية حسابات؟ زيارة قيس سعيّد إلى ليبيا تقسم الطبقة السياسية في تونس- (فيديو)

صحوة دبلوماسية أم تصفية حسابات؟ زيارة قيس سعيّد إلى ليبيا تقسم الطبقة السياسية في تونس- (فيديو)

صحوة دبلوماسية أم تصفية حسابات؟ زيارة قيس سعيّد إلى ليبيا تقسم الطبقة السياسية في تونس،حربوشة نيوز


تونس أثارت الزيارة المفاجئة للرئيس التونسي إلى ليبيا جدلا واسعا داخل الطبقة السياسية في البلاد، حيث اعتبرها البعض أنها تمثل عودة الرشد للدبلوماسية التونسية، فيما وجد فيها آخرون محاولة لتسجيل نقاط سياسية في إطار الصراع المتواصل بين الرئاسات التونسية الثلاث.
وكان سعيد زار ليبيا لبضع ساعات على رأس وفد دبلوماسي رفيع، حيث التقى رئيسي المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، كما تعهد بتفعيل جميع الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، مشيرا إلى أن تونس وليبيا ستعملان أيضا على إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي

ودون الناشط والمحلل السياسي فيصل المباركي زيارة رئيس الجمهورية إلى ليبيا اليوم زيارة مهمة ما في ذلك شك بل إنها ممارسة قيادة الدبلوماسية التونسية احدى المهام الرئيسية المنوطة بعهدة الرئيس حسب الدستور الحالي والذي تولى بمقتضاه رئاسة الجمهورية، بقى ان زيارة دولة بهذه الأهمية في جميع أبعادها كان يجب أن تكون بتنسيق محكم خاصة مع الحكومة و حيث يكون الرئيس مصحوبا بوفد رسمي عالي التمثيل و بمشاركة بعض الوزراء على غرار المالية و الاقتصاد و التجارة و التعاون الدولي، بقى في ظل الصراع الدائر بين الرؤساء الثلاثة حكم على تونس أن تعيش عوراء وعرجاء”.

وأضاف في تدوينة أخرى على حسابه في موقع فيسبوك لقاء مهم أجراه يوم أمس رئيس الجمهورية مع السفير الأمريكي في تونس تم التطرق فيه لقضايا مهمة حسب ما كتب السفير الأمريكي على صفحة السفارة في فيسبوك، ثم زيارة دولة مهمة جدا للشقيقة ليبيا هذا اليوم، وعودة لممارسة إحدى أهم الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية و هي قيادة الدبلوماسية. فهل هي عودة الرشد للرئيس وبطانته للسير في الطريق الصحيح؟ أم أن ذلك لا يعدو ان يكون استراحة محارب قبل العودة للخوض في صراعات تكسير العظم مع بقية مكونات المشهد السياسي الحالي واخافة الشعب بالحديث عن المؤامرات وما يحاك في الغرف المظلمة؟.

وتوجه محمد عمار رئيس الكتلة الديمقراطية برسالة إلى الرئيس قيس سعيد، قال فيها زيارة ليبيا هي زيارة تاريخية بامتياز وهي الأولى لرئيس تونسي منذ 2012 وهي من الزيارات القلائل لرؤساء دول إلى ليبيا. هذه الزيارة مهمة جدا لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين، نتمنى للأشقاء في ليبيا السلم الأهلي والاستقرار، ويجب توطيد العلاقات أكثر على المستوى الاقتصادي. فليبيا عمقنا الاستراتيجي ونحن أيضا كذلك بالنسبة لليبيا، وهناك مظلومون في السجون الليبية (ولا اتحدث عن الإرهابيين)، كما لا بد من تذليل كل العقبات أمام التجار والمستثمرين، وهناك قيود يجب النظر فيها تتعلق بالتصدير عبر البحر استجابة للجانب التركي وهو ليس في صالحنا أو صالح الأخوة في ليبيا، ويجب الحديث مع محافظ البنك المركزي ليعود التصدير عبر المنافذ البرية خاصة للمنتجات الطازجة”.

وكتب زهير إسماعيل، القيادي السابق في حزب الحراك في زيارات رئاسة الجمهوريّة وخاصّة في زيارات الدولة يكون هناك إعداد مسبق يأخذ كلّ الوقت وكلّ الجهد وكلّ الوزارات المعنيّة (بحسب أولويّة الملفّات) وفي زيارة ليبيا في هذا الظرف كلّ الملفّات أولويّة وكلّ الوزارات معنيّة. في مثل هذه الزيارات تتحوّل رئاسة الجمهوريّة إلى خليّة عمل لا تتوقّف وقبلة لكلّ الوزارات وأهمّ مؤسسات الدولة ونخبة خبرائها. ولكن يبدو أنّ قيس سعيّد يزور ليبيا وحيدا ليذكّرهم بحكم الفرد وبخطاب دمّر ليبيا وكلّفها عقودا من وقتها وكلّ ثروتها وسيادتها وآلاف الضحايا من خيرة شبابها ومثقفيها وعلمائها. وكان من بين أسباب امتناع بنائها بعد سقوطه.

وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك كان المفروض أن تكون زيارة ليبيا تتويجا لسنة ونصف من الدبلوماسيّة الدؤوبة وعمل مرموق على الملف الليبي انطلاقا من مرجعية مسارنا في بناء الديمقراطيّة وشروط النهوض الاقتصادي والرفاه الاجتماعي لتونس وليبيا والمنطقة في سياق صراع محاور جديد بعمق الساحل والصحراء وبمساحة حوض المتوسّط وتحفّزه لدور جديد. ولكن ذلك هو حصاد الشعبويّة المر بعد سنة ونصف على الخديعة.

وقال الباحث والناشط السياسي سامي براهم إن الرئيس قيس سعيد يذهب لمساندة التّوافق الوطني في ليبيا بعد حرب أهليّة عقبت سقوط نظام رئاسي استبدادي، ويترك وراءه بلدا هو طرف في نزاع صلب مؤسّسات دولته وجزء من خطّة للالتفاف على دستوره ومخرجاته الدّيمقراطيّة من أجل إرساء نفس النّظام البائس الذي تحرّر منه البلد الذي ذهب ليهنّأه بما أنجزه”.

وأضاف ربّما يهمس له أحد الليبيين في أذنه: سيّدي الرّئيس انظر ماذا كلّفتنا أوهام الحكم الشّعبويّ الجماهيريّ الزّائف الذي تخلّصنا منه، وانظر الآفاق المفتوحة لليبيا الحرّة. وربّما قيل له بعتاب أخويّ لطيف: سيّدي الرّئيس ليبيا شعب أهدافه أن يرمّم ما خلّفه زمن الشّعبويّة والمليشيويّة المقيتة. سيّدي الرّئيس ليبيا شعب موحّد يريد دولة عصريّة ودستورا عصريّا لا دولة قبائل ودستورا قبليّا”.

وتتمتع تونس بعلاقات جيدة مع ليبيا، حيث استضافت تونس أكثر من مليوني لاجئ ليبي عقب الثورة التي أطاحت بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي، كما شكلت ليبيا سوقا واعدة لعشرات الشركات التونسية، فضلا عن وجود أكثر من مئة ألف عامل تونسي في ليبيا، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 600 مليون دولار.

القدس العربي

أحدث أقدم