“الطريق مسدود” والوباء يسيطر.. لماذا أعلنت حكومة الأردن “ليس بمقدورنا أن نفعل المزيد”؟

“الطريق مسدود” والوباء يسيطر.. لماذا أعلنت حكومة الأردن “ليس بمقدورنا أن نفعل المزيد”؟

الأردن، الفيروس كورونا، الطبيب فراس الهواري، الوزير دودين، حربوشة نيوز


عمان- هل وصلت أزمة الفيروس في الأردن إلى طريق مسدود؟.. يوحي بذلك وزير الاتصال الناطق الرسمي صخر دودين وهو يحاول التحدث للشارع بصراحة وشفافية وبدون محسنات لفظية هذه المرة قائلا وبالعبارة المباشرة إن “الحكومة لم يعد بمقدورها أن تفعل المزيد” لأن أوضاع الوباء مقلقة جدا.

لم يكلف أي مراقب سياسي نفسه عناء التعمق بتصريح حكومي من هذا النوع فعبارة الوزير دودين حمالة أوجه والحرص على الشفافية لا يعني أن تتصرف الحكومة بحياد فيما الملك عبدالله الثاني يتحدث علنا عن أولوية صحة المواطن.

من الذي سيتصدى للوباء والتداعيات إذا كانت الحكومة لم يعد بمقدورها فعل شيء جديد.

وزارة الصحة وبعد تسجيل أكثر من 9500 إصابة جديدة بصدد استئجار مستشفيات خاصة، وآخر مستشفى ميداني تقرر أن يقام بالعاصمة عمان، وذلك يعني بكل بساطة أن النظام الصحي دخل مرحلة الخطر.

خلافا لرجال الأمن في الميدان بمواجهة محاولات متكررة لكسر حظر التجول، لا يقدم الوزراء في الحكومة إجابات واضحة على تساؤلات الناس “ما الذي سيحصل لاحقا؟.. ماذا بعد إعلان الحكومة؟.. من الذي سيتولى الأمور؟”.

الوضع صعب ومقلق جدا لا بل خطر.. هذا ما قاله الوزير دودين.

لكن يمكن توثيق ملاحظتين بالأثناء، فوزير خلية الأزمة والصحة والداخلية ورجل المناصب الثلاثة مازن فراية توارى ليومين متتاليين عن الأنظار ولم يسمع منه الشارع شيئا.

في السياق، لا يوجد وزير للصحة يمكنه أن يتولى ما يحصل الآن أو يقول للناس ما الذي عليهم فعله خلافا للنصيحة التي تتفق مع خطاب الحكومة الاستسلامي سياسيا وبيروقراطيا وتقدم بها الطبيب فراس الهواري مدير المركز الوطني للوباء وبعنوان “الآن إجلسوا في بيوتكم ولا تخرجوا”.

الهواري أيضا لفت الأنظار بنصيحة البقاء في المنازل بعد الآن وعدم الخروج لا للتسوق ولا التنزه ولا لأي غرض فالأزمة على الأرجح تفلت وتنفلت والخيارات صعبة ومعقدة.

لكن لا الهواري ولا دودين ولا غيرهما في الصف الرسمي والحكومي تقدم بإفادة محددة لكيفية تدبير الناس لشؤونهم إذا ما التزموا المنازل.

طبعا تلك ليس مهمة هواري ولا دودين ولا حتى وزير الصحة المجهول الذي لم يعين بعد بل مهمة خلايا أزمة وزارية تصمت برمتها، إذ المايكروفون الآن يترك لـ” السلبية البيروقراطية” تحت ستار “المصارحة والمكاشفة”. ويترك أيضا للأصوات المرتفعة في شوارع بعض البلدات، حيث العشرات يهتفون باسم حراك لا حاضنة اجتماعية له، مرددين شعارات لا معنى لها لا يتطرق أي منها للفيروس، في مسيرات مجموعات صغيرة تسير بدون كمامات في الأزقة والحارات تجنبا للاحتكاك بالأمن.

الوزير دودين بدوره أبلغ الأردنيين أن “النظام الصحي بخطر”، وفي بطن تصريحات مسؤولي الأمن والداخلية محاولة لتحميل المواطن الفشل الفيروسي عندما حصل.

الوضع في الأردن حتما مقلق

لكن القلق الحقيقي يبدأ مع تلك الجرعة من المصارحة الحكومية التي تعني شيئا عندما يعلن دودين بأن “لجنة الوباء تضغط لحظر شامل لعدة أسابيع” وتعني ما هو أبعد عندما تقول الحكومة بـ”عدم وجود ما يمكنها أن تفعله الأن” فهذه لغة على أهمية صراحتها جديدة تماما على الأذن الأردنية.

القدس العربي

أحدث أقدم