“أتعالج بإسرائيل ولا في معان”.. عبارة “مستفزة” لبرلماني أردني تسببت بـ”صخب عشائري”

“أتعالج بإسرائيل ولا في معان”.. عبارة “مستفزة” لبرلماني أردني تسببت بـ”صخب عشائري”

الاردن، عضو مجلس النواب غازي الذنيبات، مدينة معان، النائب الكركي ، حربوشة نيوز


“بتعالج بإسرائيل ولا بتعالج بمعان”.

تلك عبارة درامية سياسيا ومتسرعة برلمانيا ألهبت أجواء حوار “غير ودي” بين مواطني ونواب مدينتين جنوبي الأردن وتسببت بأزمة انشغل بها الجميع في عمان.

عضو مجلس النواب غازي الذنيبات يحاول الدفاع أمام وزير الصحة الدكتور نذير عبيدات عن حقوق مواطنيه بتلقي العلاج في مدينتهم بدلا من تحويلهم إلى مدينة معان المجاورة.

تخرج في الأثناء عبارة “شاردة لم تكن مدروسة” على لسان النائب الكركي يعترض فيها على ذهاب المواطنين إلى معان لتلقي العلاج مشيرا لأن ذلك “غير أخلاقي” وأنه يفضل التوجه للعلاج الإسرائيلي.

لم يحدد الذنيبات ما هي مشكلته مع تلقي العلاج في مستشفيات معان الحكومية.

لم يحدد أيضا لماذا اختار استفزاز الجميع وتحدث عن إسرائيل.

لكن على الأرجح المسألة تتعلق بـ”قدرات تعبيرية منفلتة” وكلام لم يكن مقصودا ولا مدروسا وهو ما أشار له النائب نفسه بعد عاصفة الضجة التي أثارها دون تقديم “اعتذار” أو الإقرار بالخطأ.

 المسألة تعلقت بسعي الذنيبات للاعتراض على “نقل وزارة الصحة” لنحو 15 طبيبا من مدينة الكرك إلى مدينة معان في الجوار وترتيبات تحويل المرضى بعد تعزيز إمكانات مستشفى معان الحكومي.

اعتراض النائب على الإجراء الروتيني والمعتاد تم بصورة “غير لائقة” واستفزازية وأثارت جدلا واسعا وأغضبت أهالي ووجهاء مدينة معان وانتهت بحملة إصدار بيانات “جهوية وعشائرية” تعترض أو تتبرأ باسم أهالي وعشائر مدينة الكرك مما يقوله “نائب المدينة” وسط ظهور دعوات للاعتذار وصلت لحد المطالبة برفع الحصانة عن النائب ذنيبات ومحاكمته خلافا لسيل كبير من الاتهامات والشتائم التي طالته.

ماجد شراري ناشط كبير في معان طالب باعتذار مباشر لا يقبل الغموض وتحدث عن ضرورة تصرف عشائر الكرك نفسها إزاء حالة “التصهين” بين بعض أولادها متحدثا عن “رد أهل معان” بالأفعال وليس بالأقوال معربا عن قناعته بأن عشيرة الذنيبات المحترمة لا يمثلها ما قاله الرجل.

طبعا انشغلت منصات التواصل بقوة بتصريح وتعليق النائب ذنيبات وتصدرت في الواجهة مجددا التكهنات عن كلفة تصرفات وأقوال النواب الجدد بعد الانتخابات التي تمت هندستها والتلاعب بها مؤخرا.

دخل حراكيون على خط الاشتباك البياناتي وبدأت دوائر الحكام الإدارية بالبحث عن طريقة لاحتواء تداعيات “الجدل السام” والصاخب الذي أثارته عبارة لم تكن موفقة لنائب برلماني قال معلقون إنها تجرح أهالي الكرك أكثر من الإساءة لأهالي معان.

نشرت عشرات الإفصاحات والبيانات التي تستنكر ما قاله النائب وبدا لافتا أن أبناء الكرك نفسها سارعوا للتبرؤ مما قاله ممثلهم البرلماني في الوقت الذي حرص فيه العقلاء من الجانبين على ضرورة تحميل النائب فقط مسؤولية هذا الصراخ الجهوي والعشائري الذي تسبب به.

القدس العربي

أحدث أقدم