لماذا “غرد” حمد بن جاسم؟ “كمين ضخم” بإنتظار “علاقات الاردن والسعودية” بعد “فشل مهمة” الأمير بن فرحان

لماذا “غرد” حمد بن جاسم؟ “كمين ضخم” بإنتظار “علاقات الاردن والسعودية” بعد “فشل مهمة” الأمير بن فرحان

الأردن ، السعودية ، الملك عبدالله الثاني ، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الأمير حمزة بن الحسين ، باسم عوض الله ، الشريف حسن بن زيد ، بشر الخصاونة،

لماذا “غرد” حمد بن جاسم؟ “كمين ضخم” بإنتظار “علاقات الاردن والسعودية” بعد “فشل مهمة” الأمير بن فرحان: “الفتنة” تعيد رسم تصورات “تحرشات بن سلمان” والجميع بإنتظار تعريف “الجهات الخارجية” في المحكمة و”رأي اليوم” تسلط الضوء على “مهمة إستطلاع” في عمان بتوقيع 4 جنرالات من الرياض.

واضح تماما بالنسبة للغالبية الساحقة من المراقبين والسياسيين الاردنيين بان العلاقات الاردنية السعودية تتعرض لاختبار بمنتهى القسوة هذه الايام بالتزامن مع الاعلان عن مؤامرة وفتنة إستهدفت زعزعة أمن واستقرار المملكة الاردنية الهاشمية ومع اعتقال شخصيات بارزه لها علاقه بالعائلة المالكة السعودية ابرزها على الاطلاق رئيس الديوان الملكي الاردني الاسبق الدكتور باسم عوض الله.

الاختبار الذي تتعرض له العلاقات بين الرياض وعمان هذه الايام متعدد الكمائن والاوجه واعقب الاعلان عن مؤامرة وفتنة في الداخل الاردني.

وتحجم السلطات الاردنية عن تحديد الجهات الخارجية التي تورطت بتلك المؤامرة ولم يتم تحديد اي جهة خارجية لها علاقة باي دولة عربية او حتى صديقة او اجنبية في كل البيانات التي صدرت حتى الان و تتحدث عن تلك المؤامرة والجهات المتورطة فيها.

لكن لا يوجد ضمانات حتى اللحظة بان استمرار التحقيق مع الموقوفين والمعتقلين في هذه القضية الامنية الكبيرة خصوصا على مستوى النيابة في محكمة امن الدولة ولاحقا المحاكمة العلنية تحت عنوان كتم تعريف و تحديد تلك الجهات الخارجية وان كان الانطباع العام لدى قطاع كبير من الجمهور الاردني وحتى لدى قطاع اكبر من السياسيين الاردنيين يشير الى امكانية تورط جهات سعودية برعاية مخططات لإحداث قلاقل او تحريك الشارع الاردني مع ان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة اعلن بان اي من الجهات الرسمية في بلده لم يتحدث عن انقلاب او رعاية انقلاب في الاردن.

وفيما تجتهد السلطات لبقاء التحقيقات سرية و طي الكتمان وتجنب اي اشاره يمكن ان يفهم منها بان دول شقيقة والعلاقة معها متطورة مثل السعودية او الامارات او حتى غيرهما تورطتا بدعم واسناد محاولات لزعزعة الامن في الاردن.

بالرغم من ذلك يزيد وينمو الانطباع بان جهات سعودية قد تكون مرتبطة بتلك الفتنة وهو ما لم يرد عمليا في اي منشور اردني رسمي مع ان الجانب السعودي نفسه اثار الارتياب عندما سارع وفد عريض وكبير المستوى الى زيارة عمان بعد ساعات فقط من اعتقالات السبت قبل الماضي بهدف الاطلاع واظهار التضامن مع الاردن.

صدر بيان عن القصر الملكي وعن الامير سلمان بن عبد العزيز يعلن التضامن مع الامن الداخلي الاردني ودعم اي خطوات يتخذها الملك عبد الله الثاني تجاه الحفاظ على الامن الداخلي في بلاده.

لكن مهمه غامضة لوفد سعودي رفيع المستوى. لا تزال طي الكتمان في اليوم التالي تماما بعد الاعتقالات حضر وفد رفيع المستوى على راسه وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان الذي بقي ليومين في عمان بانتظار الاطلاع على نتائج التحقيقات مع شخصيات بارزة مثل عوض الله وغيره.

لكن طبيعة الاتصالات التي اجراها هذا الوفد في الاردن لازالت ايضا طي الكتمان وان كانت بعض الانباء تحدثت عن وجود 4 جنرالات من المستوى الامني في المؤسسات السعودية حاولوا بدورهم القيام بجهد للاطلاع على سيناريو محتمل لتورط شخصيات سعودية في مضايقة الاردن و دعم واسناد التحركات في الشارع الاردني ، الامر الذي لم يثبت بصورة عملية او لم تتحدث عنه بعد حكومة عمان.

ورغم ذلك يعتقد ان العلاقات الاردنية السعودية تمر بكمين بالغ التعقيد حيث ان نتائج التحقيق ستتخذ بعدها اجراءات كما اعلن الملك عبد الله الثاني وفقا لمعيار مصالح الدولة والمجتمع في الاردن وان كانت مصادر حكومية مطلعة قد ابلغت عمليا او كشفت النقاب عن وجود اصابع لها علاقة بمؤسسات سعودية او شخصيات سعودية اثبت التحقيق حضورها في مشهد اثارة القلاقل في الاردن بالرغم من صمت الحكومة على هذا الامر الا ان بعض البرقيات والرسائل وصلت للشقيق السعودي وتفيد بضرورة ان يختبر ما اذا كانت بعض المستويات في المؤسسات السعودية قد دعمت شخصيات تحاول التأسيس لفتنة في الاردن.

الصمت يخيم على العلاقات بين الجانبين بالمستوى الرسمي وقد لفت النظر رئيس الوزراء القطري الاسبق حمد بن جاسم عندما اعلن في تغريده مثيرة له بان احدى الدول في المنطقة لها علاقة بالفتنة التي حصلت في الاردن في الوقت الذي اسرعت فيه الدولة القطرية لجملة تضامنية كبيرة مع الدولة الاردنية.

دون ذلك يحجم الجانبان عن ذكر التفاصيل لكن في بعض تقارير الاعلام الغربية وفي الكثير من تعبيرات منصات التواصل الاردنية ثمة اشارات واضحة تتهم بعض الاطراف السعودية.

المستقبل الوشيك في تنميط وتحديد مستوى العلاقات الاردنية السعودية على المستوى السياسي وغير السياسي في الواقع قد يكون مرتبطا بما يتقرر في المركز في الجهات الرسمية الأردنية الافصاح عنه بعد تحقيقات النيابة الخاصة في هذه القضية.

لكن الاوساط الدبلوماسية الغربية وبعدها السياسية الأردنية تجمع على ان العلاقات الاردنية السعودية تتعرض حاليا لاختبار بمنتهى القسوة و انها تأثرت سلبا من عدة نواحي بأدوار بعض الاشخاص وبوجود موظفين اردنيين سابقين في المملكة العربية السعودية الان ساهموا في التواصل مع المعارضة الخارجية.

هذا المطب في العلاقات بين عمان والرياض يسعى العقلاء والراشدون في البلدين لتجاوزه لكن الجانب السعودي مهتم جدا بمتابعة تفاصيل التحقيقات الاردنية ولو تحت ستار الحرص على الامن والاستقرار في الاردن والتأكيد على ان الدولة المركزية في الجانب السعودي والمؤسسات الرسمية لا يمكنها ان توفر اي شرعية من اي نوع لمضايقة الشقيق الاردني وهو الامر الذي ستثبته مسار الاحداث في النهاية.

رأي اليوم 

أحدث أقدم