ماذا يعني اختِراق شابّين مُسلّحين بالسّكاكين الحُدود الأردنيّة الفِلسطينيّة المُحتلّة وهُما في طريقهما إلى القدس؟

ماذا يعني اختِراق شابّين مُسلّحين بالسّكاكين الحُدود الأردنيّة الفِلسطينيّة المُحتلّة وهُما في طريقهما إلى القدس؟ 

الحُدود الأردنيّة الفِلسطينيّة المُحتلّة،  القدس، إسرائيل، فِلسطينيّة المُحتلّة، حربوشة نيوز

ماذا يعني اختِراق شابّين مُسلّحين بالسّكاكين الحُدود الأردنيّة الفِلسطينيّة المُحتلّة وهُما في طريقهما إلى القدس؟ وما هي الرّسالة الخطيرة جدًّا التي يَحمِلانها للمُؤسّستين الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة؟ وهل سيعود الأردن دولة مُواجهة؟

الملايين من المُتظاهرين عربًا ومُسلمين، وشُرفاء من جنسيّات عالميّة، نزلوا إلى الشّوارع والميادين تضامنًا مع صواريخ المُقاومة، واحتِجاجًا على المجازر الإسرائيليّة ضدّ أهلنا في القِطاع المُحاصر، رفعوا خِلالها الأعلام الفِلسطينيّة، وأحرقوا الإسرائيليّة، وارتدوا الكوفيّة، رمز المُقاومة، بألوانها الحمراء والسّوداء، وردّدوا الشّعارات التي تُنَدِّد ليس بالاحتِلال فقط، وإنّما بالأنظمة العربيّة المُتواطئة معه والصّامتة على جرائمه.

مُظاهرة مُتميّزة لفتت نظرنا، وهذا لا يعني مُطلقًا التّقليل من أهميّة ومكانة المُظاهرات الأُخرى، ليس بسبب عدد المُشاركين، ولا نوعيّة الشّعارات والمشاعر، وإنّما بسبب العامل الجُغرافي الذي يُميّزها أوّلًا، والرّسائل التي تَحمِلها، ونقصد هُنا المُظاهرة الضّخمة التي جرت على الحُدود الأردنيّة الفِلسطينيّة المُحتلّة، ولأوّل مرّة ربّما مُنذ أكثر من أربعين عامًا إن لم يَكُن أكثر.

فعندما تقبض قوّات الأمن الإسرائيليّة على شابّين أردنيين مُسلّحين بالسّكاكين وهُما في طريقهما إلى القدس المحتلّة للانضِمام إلى المُرابطين فيها، نجَحا في اختِراق الحُدود، وكُل الحواجز الأمنيّة، فهذه رسالة لا تَقِلّ خُطورةً عن صواريخ المُقاومة التي تَهطُل كالمطر على تل أبيب وعسقلان وأسدود وبئر السّبع على مدى الأيّام السّبعة الماضية، لأنّها تَحمِل رؤوس رُعبٍ وتُبَشِّر بمُستَقبلٍ أسود ودمويّ للمُحتَل.

نشرح أكثر ونقول، إنّ من يَصِل إليها غدًا، وبعد غدٍ حامِلًا كلاشينكوف، وقنابل يدويّة، وربّما صواريخ محمولة على الكتف، فالحُدود الأردنيّة مع فِلسطين المُحتلّة هي الأطول عربيًّا، وتمتدّ لأكثر من 600 كيلومتر، وماذا تستطيع أن تفعل قوّات الامن الإسرائيليّة لو اخترق آلاف المُتظاهرين في ميدان الكرامة في غور الأردن هذه الحُدود، مُسلّحين، أو رافِعين للأعلام والشّعارات المكتوبة؟

الحُدود ذابت، والهُويّات توحّدت على أرضيّة المُقاومة، وإلغاء اتفاقيّة التّطبيع، وصفقة الغاز الفِلسطيني المَسروق، وسُقوط كُل الحواجِز بين مُواطني البلد الواحد أوّلًا، والحُدود المُصطنعة بين الضفّتين التي فرضها الاستِعمار، والاستِسلام العربيّ.

جبهات دول المُواجهة التي انهارت بعد اتّفاقات التّطبيع بدأت مرحلة التّسخين، استِعدادًا لمرحلةٍ جديدة قادمة، بعد سنوات من الصّمت والهُدوء، ولعلّ تجمّع آلاف المُتظاهرين في ميدان الجُندي المجهول، وعلى الأرض التي شهدت انتِصار الكرامة على العدوّ الإسرائيلي في آذار (مارس) عام 1968، أيّ بعد عام من هزيمة حزيران (يونيو) يُقَدِّم مُؤشِّرًا مُهِمًّا في هذا المِضمار، وانتِهاء زمن الضّعف والهوان، والسّلام المسموم.

الأمّة العربيّة تعيش حاليًّا حالةً من النّهوض تُعيدها بِشَكلٍ مُتسارع إلى ثوابتها العربيّة والقوميّة والإسلاميّة والمسيحيّة في بيت المقدس وأكناف أهل المقدس، والوقوف في خندق المُرابطين المُقاومين، والمُدافعين عنها، واستِعادة الحُقوق المُغتَصبة جميعًا دون نُقصان.

فإذا كان قِطاع غزّة الذي لا تزيد مِساحته عن 150 مِيلًا مُربّعًا، استطاع أن يُصنّع صواريخه ويُطوّرها، ويَهزِم القبب الحديديّة، وجِنرالات الجيش الذي لا يُهزَم، ويُحرّم على دبّابة “الميركافا” التّقدّم سنتيمترًا واحِدًا في أراضيه، ويُرسِل 6 ملايين مُستوطن إلى الملاجئ لسبعة أيّام حتّى الآن، فإنّ الزّمن العربيّ المُقاوم يَطرُق أبواب العودة بقُوّةٍ، والقادمُ أعظم.

رأي اليوم

أحدث أقدم