جزائريون عالقون في الخارج لسلطات بلادهم: افتحوا الحدود فمن حقي العودة إلى بلادي

جزائريون عالقون في الخارج لسلطات بلادهم: افتحوا الحدود فمن حقي العودة إلى بلادي

الجزائر، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19، حربوشة نيوز

الجزائر - تواصل السلطات الجزائرية إغلاق حدود البلاد البرية والجوية والبحرية، منذ مارس/أذار 2020، تخللتها بعض برامج الإجلاء بشكل متقطع، توقفت هي الأخرى منذ شهرين. هذه الوضع دفع عشرات الجمعيات والتكتلات الممثلة للجالية في كل بقاع العالم، إلى القيام بحملة ضخمة للمطالبة بالسماح للجزائريين بالعودة إلى أرض الوطن بعد طول غياب.

ويقول نور الإسلام توات، نائب رئيس منتدى الجالية الجزائرية في تركيا، لوكالة "سبوتنيك": "الحدود الجزائرية مغلقة منذ 14 شهرا، بقرار مفاجئ من رئيس الجمهورية، الشيء الذي خلق ارتباكا كبيرا عند الجالية، وكثير من المغتربين يعانون وضعا صعبا للغاية على الجانبين المادي والنفسي، منهم من فقد عمله ولم يعد يجد مصدر رزق، وطلاب حرموا من الالتحاق بجامعاتهم، وأزواج فرقوا عن زوجاتهم وأولادهم".

وأمام تأكيد السلطات على مواصلة غلق الحدود، يضيف محدثنا: "قررنا إطلاق حملة إلكترونية منسقة تحت شعار [من حقي ندخل بلادي]، خاصة بعد دخول شهر رمضان، وما عانيناه من تدهور كبير في المستوى المعيشي لبعض العائلات، التي مستها ارتدادات أزمة كورونا، لهذا قمنا رفقة ممثلين جالياتنا في عواصم مختلفة بتحرير رسالة وجهناها للسلطات المعنية في الجزائر علها تسمع نداءاتنا، خاصة مع ضعف تجاوب القنصليات والسفارات [الجزائرية] في دول العالم".

كان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون أعلن، في آذار/مارس 2020، حزمة من الإجراءات لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، من أبرزها إغلاق الحدود الجزائرية بريا وبحريا وجويا.

وألح تكتل الجاليات الجزائرية، على ضرورة سحب شرط استخراج الترخيص الاستثنائي لدخول أرض الوطن" شرطٌ "أصبح بمثابة تأشيرة للدخول إلى بلدنا الأم" كتب الموقعون على الرسالة.

وحول الخطوات المقبلة، يقول توات "سنبقى نضغط إعلاميا وبالوسائل السلمية المتاحة حتى تتحقق مطالبنا، نحن نسعى لجمع أكبر قدر من الجمعيات التي تمثل الجزائريين في الخارج حتى يكون الضغط أكبر".

وعن الأصوات العديدة التي تبرر إغلاق الحدود بعدم قدرة الجزائر على مواجهة انتشار واسع للفيروس، خاصة مع التأخر الكبير في عملية التلقيح، يؤكد نور الإسلام توات أن الجزائر ليست الدولة الوحيدة التي تواجه تفشي فيروس كورونا المستجد". ويقول هناك دول عديدة واصلت عمليات إجلاء رعاياها على دفعات، خاصة وأن الأجانب مازالوا يدخلون البلاد، وآخرهم العامل الذي أّدخل المتغير [الطفرة] الهندية [من فيروس كورونا] إلى الجزائر لأول مرة".

من جهتها تقول راضية، طالبة جامعية مقيمة في مدينة ليون الفرنسية، لوكالة "سبوتنيك"، إن التفهم الذي أبدته الجالية حيال الإغلاق الأول للحدود بعد انتشار الوباء، ترك مكانه اليوم "للحيرة".

وتتابع راضية موضحة أن "غلق الحدود طريقة سهلة تتبعها السلطة من أجل التهرب من معالجة الأمر بجدية. ليس من الطبيعي أن يستمر هذا الوضع كل هذه المدة، من دون أن نتمكن من دخول البلد الذي نحمل جنسيته وجواز سفره".

وعن الحلول الممكنة تقول الطالبة التي لم تزر أهلها منذ أكثر من عامين "يجب وضع تدابير من أجل الفتح التدريجي للحدود، مثل إلزامية الحجر الصحي للداخلين، القيام بفحوصات تثبت سلبية  مسحة المسافر" كما لا يمكن تختم محدثتنا "مواصلة غلق الحدود من جهة، والتراخي الكامل في الإجراءات الاحترازية داخل البلاد".

وبخصوص وضع الجالية الجزائرية في قطر، قال الصحافي والناشط في الجالية خير الدين روبة إن حالة المغتربين خاصة النفسية صعبة جدا، بعد مرور وقت طويل دون زيارتهم لذويهم، خاصة مع حالات فقدان الأهل والأحبة عن بعد، ليضاف لذلك فقدان مناصب العمل، وكل المشاكل المترتبة على جائحة كورونا".

ويضيف روبة "لهذا فإن طلب العودة إلى أرض الوطن قوي جدا، ومن أجل تجسيد هذا الطلب الملح شاركنا في مبادرة الجالية في كل العواصم، حيث قدمنا مقترحات للسلطات الجزائرية لتسهيل العملية، فمعروف أن قطر قامت بتطعيم أغلبية سكانها، ونحن مستعدون لتحمل تكاليف السفر، يكفي فقط أن تعتمد الإجراءات المعروفة، أي الفحص القبلي [السابق]، والحجر الفندقي عند الوصول وغيرها، داعيا السلطات الجزائرية إلى "اتخاذ القرارات اللازمة والشجاعة، لحل هذه الأزمة".

وعلى الرغم من النداءات المتواصلة، من جانب الجالية الجزائرية في كل عواصم العالم، ترفض السلطات الرسمية،ـ حتى الآن، فتح الحدود المغلقة منذ أذار/مارس 2020، حيث شدد رئيس الجمهورية في 27 نيسان/أبريل الماضي على ضرورة الإبقاء على الغلق التام للحدود البرية، والبحرية والجوية مع رفع درجة اليقظة، في حين تؤكد الجالية على استعدادها لطرح البدائل الآمنة من أجل فتح الحدود بطريقة مشروطة حفظا للبلاد من الوباء، وصونا لحق العالقين في العودة.

سبوتنيك

أحدث أقدم