تونس - التَّعويضات: الخَديعة الكُبرى وخطّة "غُولدامَايير"

تونس - التَّعويضات: الخَديعة الكُبرى وخطّة "غُولدامَايير"

تونس،النهضة،التَّعويضات الخَديعة الكُبرى وخطّة "غُولدامَايير"، حسين الديماسي، الطيب البكوش، المنجي الرحوي، حربوشة نيوز ،حربوشة_نيوز

سليم حكيمي –كاتب صحفي من تونس 

حين ولي "عمر بن العزيز" الحكم ، أراد ابنه أن تُصادر أموال بني امية جملة. فردّ قائلا :" يا بُنيّ اني اخاف ان يستعينوا عليّ بمن أطلب الحق لهم".

وغدت تلك قاعدة في مراحل الانتقال يحسن خصوم التحوّل توظيفها. ومن طلب الضحايا لهم الحق ّفي الحرية والكرامة والعدل هم من يراد الاستعانة عليهم بالاشاعة ووسائل القهر الدّعائي.

العفو التشريعي العام تسمية خطأ، والاصل" اعتذار تشريعي "، فالضحية من يعفو وليس الجلاّد. بسبب نخبة مارقة تقدح زند الفتنة ، لازال فينا أراذل أوصياء على الوقت المناسب لحقوق المظلومين. 

ما يضحك الثَّكلى، انهم لا يروه غير مناسب حين زادت الدولة رواتب قطاعات بمبلغ 800 دينار شهريا ، و زيادات عشوائية في قطاعات لها 17 راتبا في السنة ، بغاية تركيع الحكم. و رغم انها من ميزانية الدولة التي صارت تقترض للزيادة في الاجور فقط زمن افلاس الدولة. رأوا الوقت مناسبا لطلب " Tunisair " مليار و 400 تمويلا لتنشيط سُرّاقها، و مناسبا دوما لبقاء 560 متفرغ للعمل النقابي رواتبهم من ميزانية الدولة زمن بطالة شباب بلغت 600 الف من بينهم 250 الف من الجامعات، ومناسبا لمؤتمر نقابي زمن الكوفيد بسوسة ، و مناسبا لرفض النقابة ارجاع 18 مليار للصناديق الاجتماعية المفلسة .ولم يعرفوا تواصل الدولة الا في ايفاءها بتعهداتها مع النقابة وليس مع المظالم. تضاعفت مبزانية الدّاخلية 6 مرات والدّفاع6 مرات ولا احد فكر في تعليل الأسباب والجدوى.    

انطلقت احاديث الافك مع وزير الخارجية الشيوعي "الطيب البكوش" الذي صرح، بان تركيا تسلم مطبوعات لطالبي التاشيرة. استمارة تحتوي سؤالا عن الرغبة في الجهاد !! . وهو لا يعلم انه لا وجود لتاشيرة بين البلدين . ثم بدأ مهرجان البهتان: الوزير حسين الديماسي يصرح ، ان التعويضات للاسلاميين بلغت 750 مليار ، ثم تلاه محمد الكيلاني، ثم منجي الرحوي، الذي لم يجُد التاريخ بذي لهجة اكذب منه ، بان المتفعين بالعفو بلغ عددهم عشرات الالاف . و في راي زهيد كفستق العبيد ،تمتعنا "حركة الشعب" بيانا تدين فيه حقوق الناس و المفارقة انها تمتلك شخصين في هيئة الحقيقة والكرامة احدهما "خالد الكريشي وليلى الحداد لموضوع شهداء الثورة . وقمة السفاهة ان تنقلب على مسار شاركت في هيئته .  

قبل الكوفيد يرحل من ضحايا الاستبداد العشرات في صمت، يوسفيون ونقابيون ويساريون شرفاء واسلاميون. فيهم القانع والمعترّ ، وفيهم من يجمع في بيته عاطلين عن العمل، ومن يتمنى رؤية الكعبة قبل موته ولا يستطيع لذلك سبيلا ،وفيهم من عمَده المرض وأَقعده... ورغم ان كل التمويل من المنظمات العالمية بل سيفيد الصناديق الاجتماعية، الا ان البهتان يتواصل لاظهار الضحايا ناهبي الدولة وغير عابئين بالام الكوفيد." وانت تقلُّو ثُور، وهُو يقلّك نحلبوه ". وليست ادري متى يحدد الوقت المناسب لجبر الضرر الذي سيكون مصيره كمصير موقف سوريا على اسرائيل حين يردد قاتل اطفاهلها بان سوريا سترد في وقت المناسب منذ 40 عاما . . عندما "يمنحك" الله بسطة في الجهل تعتبر ان الثورة الرد على الظلم الاخير للدولة من اهانة وجور فحسب. والحقيقة الاجتماعية انه لا تقع ثورة الا بمراكمة القهر والفقر وهؤلاء الضحايا كانوا الظهر الاساس الذي تراكمت عليه كل لبنات صرح الوعي بضرورة اسقاط نظام وقُح وجمَح .

الاحرار يقفون مع الحق اما العبيد فيقفون مع القوة، لهذا تجدهم مع الضحية والعبيد مع الجلاد . وكما تريد فصل الدين عن السياسة تعلّم ان تقول فصل العسكر عن السياسة وموارد الميزانية عن الهبات. و من خبر الالم عرف وقعه على الاخرين. في اليابان علّموا الاطفال ان نهضة البلاد يعود الفضل فيها الى الاجيال السابقة ولذا تجد الشيوخ اكثر تبجيلا في المشافي ووسائل النقل.. ، وفي المانيا يقام متحف للحمام المحنّط الذي اوصل الرسائل للجنود في الحرب. 

كل الخطر في عدم وجود حقائق مشتركة داخل المجتمعات. فبعد عقد من التشويه اتضح ان الضحايا ليس لهم صندوق اصلا . ليتبين ان للنخبة اسوا مكان في الاستبداد حين لم يكن لها راي في المعركة الاخلاقية العظيمة بين الحرية و الديمقراطية، وأسوأ مكان في الحرية حين تعتبر نائبة وزجة سجين زمن بن علي البرلمان ان المناضلين " فيران حبس" فصار النّضال عارا !!. 

الغاية تصفية التيار الاسلامي من خلال تصفية المظلمة. وقالت غُولدامَايير رئيسة وزراء الصّهاينة عن الفلسطيين: "كبارهم يموتون وصغارهم ينسون". تلك هي خطّة" الوقت غير مناسب" . 

أحدث أقدم