غاري لينيكر: البرنامج الرياضي الأشهر لبي بي سي في أزمة بعد تزايد المتضامنين مع مقدم البرنامج

غاري لينيكر: البرنامج الرياضي الأشهر لبي بي سي في أزمة بعد تزايد المتضامنين مع مقدم البرنامج

غاري لينيكر

يمر برنامج كرة القدم الرئيسي لهيئة الإذاعة البريطانية، "ماتش أوف ذا داي" (مباراة اليوم)، بأزمة بعد أن انضم معلقوه المنتظمون إلى مقاطعته، تضامناً مع غاري لينيكر مقدم البرنامج الذي جرى إيقافه من جانب بي بي سي.

وفي تصريحات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قال أربعة معلقين إنه لن يكون من "المناسب" العمل في البرنامج، الذي يغطي أحداث الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وفي وقت سابق، انسحب إيان رايت وآلان شيرر أيضا من البرنامج الذي يذاع عادة على بي بي سي كل يوم سبت.

وطلبت بي بي سي من لينيكر التوقف عن تقديم البرنامج بعد محادثات أجرتها معه، بسبب انتقاده لسياسة اللجوء الحكومية.

وقالت المؤسسة إنها تعتبر "نشاطه الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي انتهاكا لإرشاداتنا"، مضيفة أنه "تقرر أنه سيتوقف عن تقديم برنامج "مباراة اليوم"، حتى نتوصل إلى موقف متفق عليه وواضح بشأن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي".

ونشر المعلقون في البرنامج: ستيف ويلسون، وكونور ماكنمارا، وروبين كوين، وستيفن ويث بيانا مشتركا عبر الإنترنت، قالوا فيه إنهم "لا يشعرون أنه سيكون من المناسب المشاركة في البرنامج" يوم السبت.

وقالوا: "نشعر بالارتياح لأن مشجعي كرة القدم الذين يرغبون في مشاهدة فرقهم يجب أن يظلوا قادرين على فعل ذلك"، موضحين أن المصادر البديلة للتعليق على المباريات متاحة لاستخدامها في البرنامج.

وردا على المقاطعة المتزايدة، قالت بي بي سي إن البرنامج سيُبث "بدون تقديم من الاستديو أو نقاش (تحليلي)"، وبدلاً من ذلك سيجري "التركيز على أحداث المباريات".

وفي بيان لاحق، قال متحدث باسم بي بي سي: "قال بعض نقادنا إنهم لا يرغبون في الظهور في البرنامج، بينما نسعى لحل الموقف مع غاري".

وأضاف: "نحن نتفهم موقفهم وقررنا أن يركز البرنامج على أحداث المباريات، دون تقديم من الاستوديو أو نقاش (تحليلي)."

في غضون ذلك، علمت بي بي سي سبورت أن الدوري الإنجليزي الممتاز قد أبلغ الأندية الـ 12، التي تلعب مباريات يوم السبت، أن اللاعبين والمدربين لن يتلقوا طلبات لإجراء مقابلات مع البرنامج بعد المباريات.

ويُعتقد أن الرابطة الإنجليزية للاعبي كرة القدم المحترفين تجري محادثات مع عدد من اللاعبين، الذين أرادوا إظهار التضامن مع لينيكر من خلال مقاطعة المقابلات التي تجرى بعد المباراة.

كان إيان رايت أول ناقد قال علنا إنه لن يظهر في برنامج السبت، وغرد: "الجميع يعرف ما يعنيه برنامج (مباراة اليوم) بالنسبة لي، لكنني أخبرت بي بي سي أنني لن أشارك فيه غدًا. التضامن. "

ثم قال مهاجم نيوكاسل السابق آلان شيرر، والذي يظهر أيضًا في البرنامج، إنه "أبلغ بي بي سي أنني لن أظهر على البرنامج ليلة الغد".

وبعد فترة وجيزة ألمحت أليكس سكوت، لاعبة أرسنال ومنتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات سابقا، إلى أنها لن تظهر هي أيضًا في البرنامج، وذلك عبر منشور على موقع تويتر.

ولم يعلق لينيكر علنًا بعد على التطورات الأخيرة، لكن أثناء تقديم برنامج 5News في وقت سابق، قرأ مقدم البرامج السابق في بي بي سي "دان ووكر" نصًا على الهواء مباشرة من لينكر البالغ من العمر 62 عامًا.

وقال ووكر إنه أرسل رسالة إلى لينيكر يسأله: "ماذا يحدث. هل ستتراجع؟"

وأضاف أنه تلقى رداً يقول: "لا، لقد أخبروني [بي بي سي] أنه عليّ أن أتراجع".

وعلمت بي بي سي أنه لم يتم إخبار فريق إنتاج برنامج "مباراة اليوم" مسبقًا بقرار هيئة الإذاعة البريطانية.

ماذا حدث؟

ويوم الثلاثاء الماضي أوضحت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، خطط الحكومة لمنع الأشخاص الذين يصلون إلى البلاد بشكل غير قانوني من طلب اللجوء على الإطلاق، في محاولة لمعالجة ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعبرون القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة.

ورد لينيكر على ذلك عبر تويتر واصفا تلك الخطط بأنها "سياسة قاسية بشكل يتجاوز أي مقياس، تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفا بلغة لا تختلف عن تلك التي استخدمتها ألمانيا في الثلاثينيات".

ويقدم لينيكر برنامج "مباراة اليوم" منذ عام 1999، وهو النجم الأعلى أجراً في بي بي سي، حيث تلقى حوالي 1.35 مليون جنيه إسترليني في 2020-21. ويعمل في بي بي سي كموظف مستقل.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في البيان الذي أعلنت فيه أنه لن يقدم البرنامج: "عندما يتعلق الأمر بقيادة تغطيتنا لكرة القدم والرياضة، فإن غاري لا يعلى عليه".

وأضافت: "لا نقول أبدًا إن غاري يجب ألا يعبر عن رأيه، أو إنه ليس من حقه أن يكون لديه وجهة نظر في القضايا التي تهمه، لكننا نقول إنه يجب أن يبتعد كثيرًا عن الانحياز إلى جانب في القضايا السياسية الحزبية أو الخلافات السياسية".

وفي حديثه لبرنامج توداي، قال غريغ ديك، المدير العام السابق لهيئة الإذاعة البريطانية، إن بي بي سي "قوضت مصداقيتها"، من خلال إيقاف مقدم البرنامج وخلق انطباع بأنها "رضخت لضغوط الحكومة".

وأضاف ديك أن الجدل الدائر حول رئيس مجلس إدارة بي بي سي، ريتشارد شارب، والمزاعم القائلة بأنه ساعد في تسهيل الحصول على قرض لرئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، قد أجج التصورات بأن المؤسسة فشلت في مواجهة ضغوط الحكومة.

وقال ريتشارد آير، المراقب السابق لسياسة التحرير في بي بي سي، إن المؤسسة "ليس لديها خيار" سوى اتخاذ إجراء ضد لينكر.

وقال في تصريحات لبي بي سي إن المدير العام للمؤسسة تيم ديفي "حاول بوضوح" التوصل إلى اتفاق مع لينيكر لكنه فشل.

وكتب وزير خارجية حكومة الظل (في حزب المعارضة)، ديفيد لامي، على وسائل التواصل الاجتماعي أنه من "المخيف" رؤية "مذيع شهير وله شعبية كبيرة يرتعد أمام المتعصبين اليمينيين".

وأضاف "ديمقراطيتنا مصنوعة من أشياء أكثر متانة من هذا"، مضيفًا أنه يجب على بي بي سي "السيطرة" وإعادة غاري لينكر إلى برنامج مباراة اليوم "حيث ينتمي".

وقالت وزارة الثقافة والإعلام البريطانية في بيان لها: "القضايا الفردية من اختصاص هيئة الإذاعة البريطانية".

 بي بي سي نيوز

أحدث أقدم