"طعنة في الظهر"..رفض فلسطيني لإقلاع أول طائرة إسرائيلية إلى الإمارات

"طعنة في الظهر"..رفض فلسطيني لإقلاع أول طائرة إسرائيلية إلى الإمارات
الإمارات، إسرائيل، التطبيع، المقاومة الفلسطينية، فلسطين، حماس، الاناضول، تي ر تي عربية، حربوشة نيوز
التطبيع-الامارات-اسرائيل

بعد إقلاع أول طائرة تجارية إسرائيلية إلى أبو ظبي وسط غضب شعبي وسياسي في فلسطين، استنكرت حركتا حماس والجبهة الشعبية الفلسطينية سلوك الإمارات في التطبيع مع إسرائيل، في حين صرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، واصفاً ذلك بأنه موقف مخيب للآمال.
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاثنين، إن سلوك دولة الإمارات لا يزال يخالف حالة الإجماع العربي الرسمي الرافض لسياسة التطبيع مع إسرائيل.
وأضاف حازم قاسم المتحدث باسم الحركة، في تصريح تلقّت "الأناضول" نسخة منه، أن استقبال الإمارات "لوفد صهيوني-أمريكي لتطبيق اتفاق التطبيع مع الاحتلال يؤكد استمرارها في مخالفة توجهات جماهير الأمة، والإجماع الرسمي الرافض للتطبيع".
وأوضح أن سلوك الإمارات يشي بـ"رغبتها في العمل ضد الأمن القومي العربي، وتعزيز الخلافات في المنطقة".
وعد قاسم اتفاق التطبيع بين الطرفين "مصلحة صهيونية فقط".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، قد استنكر أيضاً هبوط الطائرة الإسرائيلية في الإمارات.
وأردف: "بهذه المناسبة نحيي المواقف العربية الواضحة والرافضة للتطبيع المجاني مع إسرائيل".
وتابع: "أفشل العرب رحلة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (شملت البحرين والسودان) على الرغم من الضغوطات التي تمارَس على بعض الدول العربية".
من جانبه، قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن هبوط طائرة إسرائيلية في دولة الإمارات، بمثابة "طعنة للقضية الفلسطينية".
ورأى أبو يوسف في حديث خاص لوكالة الأناضول أن التطبيع مع إسرائيل من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة "لن يجلب السلام للمنطقة".
وأضاف: "من المؤسف أن تهبط طائرة إسرائيلية في بلد عربي، وهذا إمعان في تطبيق اتفاق التطبيع".
وحذّر أبو يوسف من إقدام بلدان عربية وإسلامية أُخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشيراً إلى أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي برعاية واشنطن، هو "هدية للرئيس دونالد ترمب قبيل الانتخابات الأمريكية".
فيما دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لضرورة توحيد الجهود "العربية والقومية"، لقطع الطريق على ما سمَّته "مخطط الإمارات التطبيعي مع إسرائيل"، الرامي إلى "تعميم سياسة التطبيع على عدد من البلدان العربية".
وقالت الجبهة الشعبية (ثاني أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، في بيان تلقّت "الأناضول" نسخة منه: "نُدين إمعان حكام الإمارات في السير قدماً في طريق الخيانة مع العدو الإسرائيلي، واستقبالهم طائرة إسرائيلية على متنها مسؤولون أمريكيون وإسرائيليين".
وفي السياق ذاته، أدانت الجبهة الشعبية "توفير حكام المملكة العربية السعودية البيئة والأرضية للسلوك الإماراتي، من خلال السماح بمرور الطائرة الإسرائيلية في أجوائها إلى الإمارات".
وأضافت: "هذا السلوك يمثل تشجيعاً وتغطية لحكام الإمارات بالسير قدماً في مخطط السقوط والخيانة، وتهيئة وتمهيداً لما يمكن أن يُقدم عليه حكام السعودية في قادم الأيام من خطوات مماثلة".
وفي وقت سابق الاثنين، انطلقت من "مطار بن غوريون" أول رحلة تجارية إسرائيلية إلى أبو ظبي، ومن المقرر أن تمر عبر الأجواء السعودية، حسب مصادر إسرائيلية.
وتتبع الطائرة لشركة الطيران الإسرائيلية "العال"، وتقل وفدين إسرائيلي برئاسة مستشار الأمن القومي مئير بن شبات، وآخر أمريكي برئاسة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن السعودية وافقت على مرور الطائرة عبر أجوائها، في حين لم يصدر تعقيب من الرياض حول ذلك.
ووصف كوشنر هذه الرحلة بـ"التاريخية"، مضيفاً: "الكثير من السلام والازدهار سيتحققان في المنطقة".
كما قال أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، في تغريدة على تويتر إن على متن الطائرة "بعثة إسرائيلية كبيرة ستبحث مع الطرف الإماراتي إطلاق تعاون بين البلدين في العديد من المجالات، ومنها التجارة والسياحة والاقتصاد والطيران والثقافة".
وكشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي النقاب عن لقاء ثلاثي إسرائيلي-إماراتي-أمريكي، سيعقد في أبو ظبي بمشاركة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد.
وتوصلت الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/آب الجاري، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967.
كما تطالب بأن تعتمد أي عملية تطبيع للعلاقات على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، المنصوص عليها في المبادرة العربية لعام 2002، وليس على قاعدة "السلام مقابل السلام"، التي تنادي بها إسرائيل حالياً.
المصدر : trt عربية + وكالات
أحدث أقدم