موريتانيا: الجدل يتواصل حول إشاعة باكتفاء الرئيس الغزواني بفترة ولاية واحدة

موريتانيا: الجدل يتواصل حول إشاعة باكتفاء الرئيس الغزواني بفترة ولاية واحدة

موريتانيا، الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، ولاية رئاسية ثانية، صحراء ميديا، القدس العربي، حربوشة نيوز
الرئيس-محمد-ولد-الشيخ-الغزواني

نواكشوط - تابعت أوساط السياسة والتدوين في موريتانيا، أمس الثلاثاء، انشغالها الشديد بإشاعة مفادها اكتفاء الرئيس الغزواني بفترة ولاية واحدة، حيث توارد نفيها من عدة جهات بينها الحزب الحاكم.
وأكدت الإشاعة المنقولة عن النائب بيرام اعبيد، الذي قابل الرئيس الغزواني الأسبوع الماضي، أن الرئيس قال له «لن أترشح لأجل ولاية فترة ثانية، بل سأعمل على ضبط الحالة المالية والاقتصادية والقضائية والأمنية للبلد، ثم أترك للشعب اختيار من يراه صالحاً لقيادة البلاد».
ونقل موقع «صحراء ميديا» عن مصدر مأذون لنفيه لهذه لإشاعة وتأكيده «بأن الأنباء التي تم تداولها بخصوص عدم ترشح الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية رئاسية ثانية عام 2024 لا صحة لها».
وقال المصدر إن «ما أشيع من عدم ترشح الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية رئاسية ثانية لا أساس له من الصحة».
وأضاف أن «الرئيس لم يصرح مؤخراً لأي وسيلة إعلامية أو جهة أخرى».
وأكد المصدر ذاته أن «أي حديث من هذا القبيل سابق لأوانه، خصوصاً في ظل الإجماع الذي يطبع المشهد حالياً» مشيراً إلى «أن ما تم تداوله يدخل في إطار «التشويش السياسي».
ونفى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا «الخبر الخاص بعدم رغبة الرئيس محمد ولد الغزواني في الترشح لولاية رئاسية ثانية، مؤكداً على لسان الناطق الرسمي باسمه سيد أعمر شيخنا، أن الأمر مجرد افتراء ودعاية كيدية مكشوفة الأهداف، ومعلومة المصادر».
وانتقد الناطق باسم الحزب ما سمّاه «محاولة البعض التشويش على حزم وعزم فخامة رئيس الجمهورية في إنجاز مشروعه المجتمعي، الذي نال ثقة الشعب».
وأضاف أن ما يتداول بهذا الخصوص «محاولة يائسة تعكس مستوى الإحباط والفشل الذي يتخبط فيه هؤلاء في ظل التفاف الشعب الموريتاني ومؤسساته وأحزابه ونخبه الواعية حول شخص رئيس الجمهورية، وما يمثل من إرادة جادة في الإصلاح وبناء الدولة القوية العادلة».
وطفق المدونون يطرحون أسئلة حول هذه القضية من قبيل «ما الذي دفع رئيس الجمهورية إلى تصريح مماثل واعتزام بهذا النحو؟ هل لذلك علاقة بالتحقيقات في فساد العشرية؟ أم له علاقة بتصريحات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بخرجته الصحافية الأخيرة التي قِام بها في منزله في نواكشوط؟».ونفى دي يونج، رئيس الرابطة الأوروبية الموريتانية، والمرافق العسكري السابق للرئيسين الفرنسيين فرانسوا ميتران، وجاك شيراك، والمتعاقد مع برنامج الأمن والتنمية التابع للاتحاد الأوروبي في موريتانيا، خبر عدم ترشح الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية رئاسية ثانية».وقال في تغريدة على حسابه الخاص في تويتر: «إن المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لم تصدر عنه أي إشارات بالاكتفاء بالأربع سنوات المتبقية من حكمه للبلاد».وأضاف: «رغم أن الحديث عن الاستحقاقات الانتخابية سابق لأوانه، إلا أن الأحداث المتلاحقة دفعت البعض لترويج أنباء عارية عن الصحة حول عدم نية رئيس الجمهورية الترشح لولاية ثانية، كما أن المعني لم تصدر عنه أية تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أو الدولية حول هذا الأمر».
وعلق المفكر الإسلامي محمد مختار الشنقيطي، على هذه الإشاعة قائلاً: «تسريبات إخبارية جدِّية عن اكتفاء رئيس موريتانيا الجديد محمد الغزواني بولاية واحدة، وعدم ترشحه لولاية ثانية.. أفلحَ إن صدَقَ.. سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، مع الرجل العظيم عبد الرحمن سوار الذهب، إذا سلَّم السلطة لقيادة مدنية منتخبة بنزاهة، وسحَب الجيش بعيداً عن السياسة».
وعاد محمد المختار الشنقيطي ليدون بعد تكذيب الخبر، قائلاً: «واضح أن جماعة «المخزن» في موريتانيا لا يرغبون للرئيس غزواني في دخول التاريخ من أوسع أبوابه، على طريقة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، لذلك سارعوا إلى تكذيب خبر اكتفائه بولاية واحدة، وبدأوا حملة من «الذم بما يشبه المدح» خلاصتها أن غزواني متشبث بالسلطة، حريص عليها، على عكس ما يقول في لقاءاته الخاصة».
وقال: «في كل الأحوال، فإن التشبه والتشبيه بالمشير سوار الذهب شرفٌ لأيّ عسكري عربي أو مسلم، وليس مما ينبغي نفيه عن أحد، بغضِّ النظر عن أصل الخبر المنشور الذي ربما تكشف الأيام في النهاية أنه لم يكن مجرد افتراء أو تقوُّل، وإن كان نشرُه أحرجَ  قائليه وناقليه.. وزاد من حرج هؤلاء وأولئك انتشار هذا الخبر في لحظة مواجهة مع «الهنتات» (الرئيس) السابق، وانفضاح مطامعه ومطامحه، فاعتبَروا نشره إنقاصاً من هيبتهم، لكن الهيبة الحقيقية تتحقق بالعدل واحترام حرية الشعوب، لا بالحملات الدعائية الجوفاء».
المصدر : القدس العربي
أحدث أقدم