تونس ، قراءة موجزة في لغز الطّرد المسموم ...

تونس- العربي القاسمي

لن أعيد سرد الأحداث فالكلّ أصبح يعلمها علم اليقين وبالتّفصيل.

يبدو لي انّه كان هناك استهداف لحوت سيّاسي كبير بعد حسم معركة تمرير الحكومة وفشل محاولة التّحشيد للإطاحة بالبرلمان والسّبيل لذلك كما أملت به عبقريّة الانقلابيّين هو افتعال حادث يثير الرّأي العام ثمّ تلبيس تدبير هذا الحادث للحوت المستهدف وتسخير مؤسّسات الدّولة لقمعه والقضاء عليه لتخلو السّاحة للمشاريع الهلاميّة الجبانة الّتي لم تجد لا الشّجاعة ولا القدرة للتّعبير عن نفسها والتّمظهر في مشاريع محترمة تناقَش وتُفهم ... 

أساليب تعيد للذّاكرة جرائم قومجيّة ضحّت بالآلاف من خيرة أبناء الأمّة ودمّرت أوطانا وارتهنتها.

بطل المشهد كان بامتياز ودون منازع القضاء حيث اتّخذت النّيابة العمومية كلّ الإجراءات القانونية والتّقنية لتتبّع الإشاعات وكشفها بسرعة فضربت الرّئاسة في صميم مصداقيّتها وأفشلت مغامراتها المراهقة.

لو لم يقم القضاء بهذا الدّور النّبيل الحاسم في تعريّة "الملعوب" لاستمرّت المسرحيّة السّمجة وربّما انطلت على الشّعب التّونسي وعلى مؤسّسات الدّولة فانخرطت مخلصة في "حماية الوطن من العابثين" فتكون الكارثة.

بعد دور القضاء المحوري تبيّن العابثون الحقيقيون المراهقون والمغامرون بأمن البلاد واستقرارها وهم اليوم في وضع حرج وما ينبغي للشّعب ولا للقضاء ولا لمؤسّسات الدّولة ولا للسّياسيّين الوطنيّين أن يتسامحوا معهم ويرخو عنهم القبضة ... هؤلاء "بهذلوا" البلاد ومرّغوا سمعتها عالميا في مهازل شطحاتهم ويجب أن يحاسبوا ... يجب أن تكشف كلّ ألاعيبهم لكي يحذرهم المواطن والوطن وينزلهم منزلتهم الّتي بوّأتهم إيّاها شطحاتهم.

تحيّة احترام وإكبار لرجال القضاء الوطنيّين وأيضا للفنّيين الأمنيّين الّذين قاموا بعملهم بكلّ اقتدار ومهنية ولم يجاملوا في نتائج تحليل "سي الطّرد المسموم" المحترم (الّي طْلع لا باس عليه هههه).

احترم الدّستور.