لماذا اضطرّ رئيس بلديّة عمّان الاعتذار لصاحب “أقدم كشك لبيع الصحف” في الأردن؟

لماذا اضطرّ رئيس بلديّة عمّان الاعتذار لصاحب “أقدم كشك لبيع الصحف” في الأردن؟


الأردن، رئيس بلديّة عمّان ، أقدم كشك لبيع الصحف، كوخ أبو علي، يوسف الشواربة، مجلس البلدية للعاصمة عمان، حربوشة نيوز


لماذا اضطرّ رئيس بلديّة عمّان الاعتذار لصاحب “أقدم كشك لبيع الصحف” في الأردن؟.. جدل واعتراضات في الوسط الثقافي بعد إزالة “كتب ثقافية” بكابسة النفايات بتُهمة “الاعتداء على الرصيف” والأضواء مرّةً أخرى على “كوخ أبو علي

مُجدّدًا وجد صاحب أقدم كشك لبيع الصحف والكتب الثقافية وسط العاصمة الأردنية عمان نفسه عالقا أمام ماكينة البلدية للعاصمة التي تحرّكت لإزالة مجموعة كبيرة من الكتب في الكشك الشهير بالقرب من مقر البنك العربي وهو أول مقر في الأردن للبنك الشهير أقيم بجانبه كشك لبيع الصحف سبق أن التقط الصور أمامه كبار أمراء العائلة المالكة والملك شخصيا وزوجته الملكة رانيا العبد الله وعدد كبير من كبار المسؤولين.

وأظهر فريق أمانة عمان ومجلسها البلدي الذي يتجول لإزالة الاعتداءات على الأرصفة عدم استعداده للاطلاع على الجانب الثقافي ولا أخذ الجانب التراثي الوطني بالحساب عندما يتعلّق الأمر بالتعامل مع الكتب الثقافية المهمة جدا في كشك الثقافة الشهير وسط العاصمة مثله مثل أي بضاعة أخرى لها علاقة بتجّار البسطات الذين تُصادر بالعادة أجهزة البلدية بضاعتهم ومنتجاتهم.

ويبدو أنّ الموقف وهو محرج بامتياز ويؤشر على أن الكوادر المعنية في بلدية العاصمة لا تقرأ ولا تؤمن بالكتاب اضطر بسبب كثرة الإحراج رئيس البلدية وعمدة العاصمة السابق يوسف الشواربة للاعتذار شخصيا لصاحب الكشك الشهير وهو كشك أبو علي للثقافة العربية أحد أبرز ملامح وسط عمان العاصمة الثقافية على مستوى المملكة.

ونقلت صحيفة “عمون” المحلية الإلكترونية التي تابعت هذا الأمر كما تابعته مستويات متقدمة من الجمهور الأردني عن العمدة الشواربة بأن ما حصل من إزالة كتب كشك أبو علي الشهير حصل بالخطأ وأثناء قيام طاقم البلدية أو أمانة عمان بالتصرف لضبط الارصفة معربا عن أسفه لهذا الحادث ومبلغا بأنه اتصل شخصيا بصاحب الكشك وأبلغه عن الأسف الشديد ثم أعلن الشواربة بأن جميع الكتب التي صودرت تم إعادتها لصاحبها.

وكانت كتب كشك الثقافة العربية وبيع الصحف العربية والعالمية والمحلية أيضا قد أزيلت من قبل أحد أطقم أمانة العاصمة بطريقة فجّة وبطريقة تسيء للثقافة حيث حملت الكتب ووضعت حسب صحيفة “عمون” في كابسة نفايات، الأمر الذي أثار جدلا عاصفا على مستوى كل أهالي عمان العاصمة الذين يعرفون هذا الكشك الشهير ويلتقطون الصور بجانبه  لا بل يعتمد من يقرأ الكتب عليه بصفة خاصة للبحث عن الكتب الثقافية والسياسية والاقتصادية الأصلية.

وبالتالي ثارت عاصفة جدل غير مبرر لها خصوصا وأن عمال البلدية أزالوا الكتب والمؤلفات بشكل جماعي وبطريقة غريبة وعبر ضاغطة نفايات، الأمر الذي  لم يعتذر عنه رئيس البلدية الشواربة.

ويعتبر كشك أبو علي للثقافة أقدم الاكشاك الثقافية المتعلقة بالمطبوعات والمؤلفات والكتب وبيع الصحف في العاصمة عمان وقد أقيم منذ عام ١٩٧٨ ويكتسب شهرة كبيرة بسبب استعارة الكتب وشرائها من قبل كبار اللاعبين السياسيين وأفراد النخبة والطبقات السياسية  حيث يحرص الكشك على بيع الكتب وبأسعار شعبية بهدف نشر الثقافة والمعرفة كما كان يصرح صاحبه بالعادة ومنذ اكثر من ٤٣ عاما.

وسبق لأمانة عمان وقبل عدة سنوات أن اعتبرت الكشك الشهير غير مرخص وأصدرت أمرا بإزالته.

 لكن في ذلك الوقت تدخل جميع المثقفين والشعراء والكتاب في حملة وطنية ضد قرار الأمانة بإزالة ذلك الكشك فصدر أمر مباشر من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بترخيص الكشك والحفاظ عليه وفي بادرة ملكية لاحقة بعد عدّة أشهر زار الملك شخصيا الكشك والتقط صورا بجانبه بهدف الإشارة إلى دعم الثقافة الأمر الذي يبدو أنه بعيد إلى حد ما عن الكوادر المعنية بمجلس البلدية للعاصمة عمان.

رأي اليوم

أحدث أقدم