برلمان تونس يتحوّل إلى مسرح للتهريج.. وكتل برلمانية تقاضي “حزب بن علي”- (فيديو)
تونس- “القدس العربي”: تحول البرلمان التونسي، اليوم الثلاثاء، إلى “مسرح للتهريج” بعد لجوء أعضاء كتلة الحزب الدستوري إلى القيام بأعمال شغب وترديد أغانٍ تندد برئاسة المجلس وتحاول تعطيل أعماله، وهو ما دفع رئيس البرلمان إلى استدعاء متصرف قضائي، فيما قررت كتلة “قلب تونس” مقاضاة زعيمة الحزب الدستوري عبير موسي، بتهمة الاعتداء اللفظي على نائب رئيس البرلمان.
وخلال الجلسة المخصصة لمناقشة مشروع قانون يتعلق بالموافقة على قرض من المؤسسة الألمانية للقروض من أجل إعادة الإعمار بقيمة 100 مليون يورو، قامت موسي وأعضاء كتلتها البرلمانية بإثارة الهرج والفوضى مرديين أغان وشتائم ضد النواب عبر مكبرات صوت.
وتسببت حالة الفوضى والصراخ التي أحدثها نواب الحزب الدستوري الحر بإصابة مقرر لجنة المالية والتخطيط، والنائب عن حركة النهضة، فيصل دربال لوعكة صحيّة فقد على إثرها الوعي
وعبر عماد الخميري، رئيس كتلة حركة النهضة، عن إدانته “للعنف الذي مارسته كتلة الدستوري الحر ورئيستها عبير موسي، تجاه الجلسة العامة ورئيسة الجلسة ووزير الاقتصاد والمالية وعلى مقرر لجنة المالية”.
وأضاف “نحملها المسؤولية عن كل ما يمكن أن ينجر من خطر صحي على النائب فيصل دربال. وما تمت ممارسته اليوم يفتقد للأخلاق”.
ومع تواصل الفوضى داخل البرلمان، استدعى رئيس المجلس، راشد الغنوشي، متصرفا قضائيا إلى القاعة التي تستضيف الجلسة العامة، لمعاينة تعطيل نواب من كتلة الحزب الدستوري الحر لأعمال الجلسة.
فيما أصدرت كتلة حركة النهضة بيانا عبرت فيه عن “إدانتها الشديدة للممارسات الهمجيّة التي أقدمت عليها الكتلة الفاشية للحزب الدستوري الحرّ وتدعو كل الكتل النيابيّة وأعضاء المجلس النيابي الى ادانة هذه السلوكات المنافية لابسط أخلاقية العمل النيابي”.
كما عبرت عن “تضامنها الكامل مع السيدة سميرة الشواشي النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب والسيد فيصل دربال عضو كتلة حركة النهضة والسيد علي الكعلي وزير المالية وكل أعضاء المجلس الذين تمت هرسلتهم والاعتداء اللفظي عليهم”. ودعوت الشعب التونسي الى “الوعي بخطورة هذه الممارسات وما تهدف اليه من ارباك لأوضاع البلاد، خدمة لاجندات الاستبداد داخل البلاد وخارجها”.
فيما عبر حزب قلب تونس عن مساندته المطلقة وتضامنه الكامل مع نائب رئيس البرلمان، سميرة الشواشي، مستنكرا “الألفاظ المهينة وأسلوب الثلب والقذف العنيف والمستفز المُستعمل من قبل النائب عبير موسي ضدّ النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب خلال ممارسة مهامها بترأسها لجلسة عامّة”.
كما أدان، في بيان أصدرته كتلته البرلمانية، “السلوك المزدوج والمتناقض للنائب عبير موسي عندما تطالب بالكف عن ممارسة العنف ضدّها وضدّ المرأة والحال أنّها لا تتوانى عن ممارسة العنف لإهانة شخص السيّدة سميرة الشواشي والتحريض ضدّها وتعريض سلامتها الجسدية للخطر. ويستهجن تعمّد النائب عبير موسي المتواصل والمبرمج لعرقلة أعمال مجلس نواب الشعب وسعيها الخطير والمستمر عبر استعمال كلّ أنواع الضغط والضجيج لمنع السير العادي لدواليب الدولة وتعطيل مصالح المواطنين وإصرارها على كلّ ما من شأنه التوجيه لحلّ البرلمان وتهديم مكاسب الثورة”.
كما أكد أنه سيتقدم بشكوى قضائية ضد موسي بسبب “العنف اللفظي” الذي مارسته مع كتلتها البرلمانية، ضد الشواشي.
وكان سياسيون دعوا إلى تشكيل قوات خاصة في البرلمان لمنع أعمال العنف و”البلطجة” التي يمارسها بعض النواب داخل المجلس.