“الشعب لا يريد اللقاح”.. مشكلة “أردنية” بامتياز والمعاني يقترح “أمر دفاع لإجبار المواطنين”

“الشعب لا يريد اللقاح”.. مشكلة “أردنية” بامتياز والمعاني يقترح “أمر دفاع لإجبار المواطنين”


الأردن، وزير الصحة الأردني، الدكتور نذير عبيدات، التطعيم ضد الفايروس كورونا، الدكتور فراس الهواري، مركز الجديد للأوبئة والأمراض السارية ، حربوشة نيوز


عمان- حتى خلية الأزمة التي تديرها المؤسسة العسكرية الأردنية اعتبرت الأمر تلميحا “مشكلة” ولا بد للحكومة أن تعالجها.

وزير الصحة الأردني الهادئ والعالم في مجال الوبائيات الدكتور نذير عبيدات يشتكي على هامش لقاءات مع الخبراء والقطاعات من ضعف اهتمام مواطني بلاده بالتطعيم ضد الفايروس كورونا.

مسؤول خلية الأزمة العميد مازن الفراية كان قد اعتبر عدم مبالاة الأردنيين بالإقبال على اللقاح ضد الفايروس محطة تحتاج لإجراءات وتأمل، مشيرا في لقاء تلفزيوني إلى أن الأرقام التي حصلت على المطعوم حتى الآن متواضعة ولا تلبي الطموح.

نفس المنطق عبر عنه الدكتور فراس الهواري مدير المركز الجديد للأوبئة والأمراض السارية علنا محذرا من أن الحصانة الاجتماعية تتطلب تطعيم عدد أكبر من المواطنين.

الوزير عبيدات مشغول تماما بالبحث هوسيا عن عروض أسعار لتأمين المزيد من لقاحات الفايروس.

كن الملاحظة التي تقلق جميع أوساط القرار الأردنية تتمثل في الإقبال الضعيف جدا على تلقي المطعوم ما يعكس أزمة ثقة حادة وحالة تمنع شعبية غريبة لا تريد أي جهة مناقشتها بصراحة مع أن نخبة من المختصين وشخصيات المجتمع البارزة حاولت تحريض الأردنيين وتحفيزهم عبر سلسلة من المواد التثقيفية التي تخفف الخوف من الأعراض.

استمعت “القدس العربي” لخبير الغذاء والدواء البارز وعضو مجلس الأعيان الدكتور هايل عبيدات وهو يتحدث عن القلق الناتج عن تطعيم عدد قليل من الأردنيين.

 عدد الذين سجلوا على منصة حكومية بحثا عن مطعوم توفره السلطات فقط غير قطعي بعد لكنه وحسب مصادر خاصة لم يصل إلى ما يزيد عن 400 ألف مواطن.. هؤلاء حصة في الديمغرافيا لا تصل إلى 1% من السكان والمجتمع حسب عبيدات الذي سبق أن صرح بأن وزارته تطمح بتطعيم 5% من السكان والأردنيين على الأقل في مرحلة أولى.

 لكن الحكومة لا تتحدث بشفافية وصراحة عن توفر اللقاح أصلا فقد وضعت قوائم بأولويات من يحق لهم تلقي المطعوم والشكوى البيروقراطية كبيرة من غياب الحماس الشعبي وهو غياب قد يكون سببه سياسيا وله علاقة بأزمة الثقة بين المواطن والمسؤول.

“الشعب لا يريد اللقاح”.. هذا هتاف تسلل عبر منصات التواصل.

 لكن الحكومة لا تقول ما إذا كان اللقاح أصلا متوفرا إذا ما قرر الشعب فجأة إظهار ولو قدر ضئيل من الحماس لتلقي المطعوم.

خلف الستارة مخاوف بالجملة من ألعاب اليمين الإسرائيلي ومن المراسلات التي تظهر بأن الجهات الدولية والإقليمية التي تتحكم بإنتاج اللقاح تريد أن تبقى إسرائيل هي الوكيل الحصري، ما يفرض على الأردن شروطا لا يستسيغها عنوانها عدم الرغبة في التعاون مع حكومة اليمين الإسرائيلي.

خلف الستارة أيضا مخاوف عند الوزير عبيدات من تحكم وسيطرة السوق السوداء.

وخلفها بعيدا عن الحكومة والمسؤولين نمط لم يفسر بعد من الانقلاب الإماراتي تحديدا على التضامن اللقاحي مع الأردن فأسعار الشحنات من اللقاح الصيني الإماراتي تتقلب أو تزيد بعد الاتفاق عليها في سلوك يدفع المسؤولين الأردنيين البيروقراطيين للحيرة.

وذلك بطبيعة الحال قد لا يكون له علاقة بحالة العصيان المدنية لنداءات الحكومة بشأن تناول اللقاح، الأمر الذي حاول معالجته في آخر حلقات الجدال حول الموضوع وزير التعليم العالي الأسبق والطبيب الدكتور وليد المعاني عندما اقترح علنا مساء الثلاثاء إصدار أمر دفاع يجبر المواطنين على تلقي اللقاح.

 شكك المعاني في إمكانية إقناع الناس بأساليب الوقاية وتحدث عن وجوب إلزامية التطعيم كمشروع وطني حتى تصل البلاد إلى بر الأمان والقاعدة التي اقترحها المبادرة فورا إلى فتح السوق لشراء المطاعيم ثم إجبار الناس على تلقيها.

ما لم يقله الدكتور المعاني هو نصيحته بخصوص توفير لقاح أصلا قبل إجبار الناس عليه.

القدس العربي

أحدث أقدم