تونس: المشيشي واثق من الحزام البرلماني الداعم لحكومته… واتحاد الشغل يتمسك بإقصاء ائتلاف الكرامة من الحوار الوطني

تونس: المشيشي واثق من الحزام البرلماني الداعم لحكومته… واتحاد الشغل يتمسك بإقصاء ائتلاف الكرامة من الحوار الوطني

رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، اتحاد الشغل، أزمة فيروس كورونا، الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، حفيظ حفيظ، نور الدين الطبوبي، حربوشة نيوز

قال رئيس الحكومة التونسية، هشام المشيشي، إن حكومته ستواصل عملها، مؤكدا أنها ما زالت تحظى بدعم سياسي وبرلماني كبير، في وقت أكد فيه اتحاد الشغل (المركزية النقابية) رفضه مشاركة ائتلاف الكرامة في الحوار الوطني، فيما دعا اتحاد الصناعة والتجارة إلى إزالة “سوء الفهم” مع منظمة الشغيلة والتي تسببت بتراشق بين قيادتي المنظمتين ودفع أمين عام اتحاد الشغل لمقاطعة اجتماع “بيت الحكمة” المخصص للحوار الاقتصادي.

وخلال لقائه مع رؤساء المنظمات المهنية ورجال الأعمال في بيت الحكمة في العاصمة، قال المشيشي إن حكومته ستواصل عملها وهي تحظى بدعم حزام سياسي كبير، مشيرا إلى أولوياتها حاليا تركز على إنقاذ الاقتصاد الوطني والخروج من الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وأضاف “الدولة تعيش أزمة اقتصادية صعبة جدا خاصة على مستوى المالية العمومية، ولذلك هي تعمل على تعبئة الموارد الضرورية سواء من خلال المنظمات الدولية او الجهات المانحة او من قبل عدد من الدول على غرار قطر التي ابدت استعدادها لدعم تونس خلال الزيارة الاخيرة لوزير المالية للدوحة”.

واعتبر المشيشي أن ملامح الحوار الوطني الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية غير واضحة، مؤكداً أن “الأزمة السياسية اثرت سلبا على الوضع الاقتصادي، رغم ان الحكومة اعتمدت مبدأ الحوار منذ توليها لمهامها”.

وكانت المعارضة دعت في وقت سابق حكومة المشيشي إلى تقديم استقالتها، وهو ما رفضه الائتلاف الحاكم الذي أكد دعمه المتواصل لرئيس الحكومة، مشيدا بالجهود التي بذلتها الحكومة خلال أزمة فيروس كورونا.

من جانب آخر أكد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل، حفيظ حفيظ، أن الاتحاد يصر على إقصاء “من لا يؤمن بمدنية الدولة ولا بقيم الجمهورية ولا بالحريات وبالمساواة بين المرأة والرجل ويحرض على العنف”، ويقوم بـ “الغزوات” في كل مكان” من الحور الوطني.

وأوضح أكثر بقوله “نحن كاتحاد لا يمكن أن نجلس على نفس طاولة الحوار مع ما يسمى بائتلاف الكرامة”، مشيرا إلى أن مبادرة الاتحاد حول الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية “اقترحت أن تدير هذا الحوار هيئة حكماء أو وسطاء، تتكون من كفاءات تونس وخبرائها في المجالات المالية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، كما اقترحت ألا تكون هذه الشخصيات معنية باستحقاقات انتخابية قادمة”.

وعلّق عبد اللطيف العلوي النائب عن ائتلاف الكرامة عل تصريحات حفيظ بقوله “الاتّحاد ظاهريّا يسوّق لحوار دون إقصاء، لكنّه واقعيّا يبدأ بالإقصاء، لأنّه عرض على النّهضة أن يبدأ الحوار بجلسة أولى تجمع فقط النّهضة والكتلة الدّيموقراطيّة تحت إشراف الاتّحاد. جلسة أولى لتحديد الشّكل والشروط والمضامين، وبعد ذلك يمكن أن تلتحق باقي الأطراف!”.

وأضاف، في تدوينة على موقع فيسبوك “على أساس أنّ هؤلاء هم السّكّان الأصليّون للبلاد ونحن جالية أجنبيّة”، وتابع مخاطفا حفيظ “الجلوس إلينا شرف لا نمنحه إلاّ لمن هو أهل له. اذهب واجلس مع أندادك حيث تعوّدتم أن تجلسوا”.

فيما دعا نبيل الحاجي، النائب عن الكتل الديمقراطية رئاستي الجمهورية والحكومة وجميع الاحزاب السياسية إلى “التخلي عن مصالحهم الذاتية والقطاعية ومن ثمة التفكير في المصلحة المشتركة والتحلي بالعقلانية والرصانة، لأنه اذا تمسك كل طرف برأيه فإن تونس لن تخرج من هذه الازمة”.

وقال ا إن الحوار الوطني الذي اقترحه الاتحاد العام التونسي للشغل “تأخر كثيرا نظرا لغياب العقل، وفي ظل غياب العقلانية لن يكون هناك أي حوار”.

وقرر نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل مقاطع اجتماع بيت الحكمة على خلفية التراشق الأخير مع منظمة الأعراف، فيما أكد رئيس منظمة الأعراف سمير ماجول الذي حضر الاجتماع- على متانة العلاقة بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، معتبرا أن ما حصل ”مجرد سوء تفاهم وسيتم تداركه”.

وكان سامي الطاهري الناطق باسم اتحاد الشغل دعا قبل أيام لمحاسبة رجال الأعمال الفاسدين، متهما رجال الأعمال التونسيين بالاحتيال على القانون، عبر غلق عدد المؤسسات الاقتصادية الهامة وطرد العمال بذرائع واهية، بعد أشهر من الحصول على قروض من الدولة بسبب أزمة فيروس كورونا.

وردت منظمة الأعرف ببيان استنكرت فيه تصريحات الطاهري “اللا مسؤولة التي تنطوي على مغالطة وثلب وشيطنة لأصحاب المؤسسات، كما اعتبر خليل الغرياني، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الأعراف أن تصريحات الطاهري هي “تصريحات شخصية ولا تعبر عن موقف اتحاد الشغل، والطاهري خطابه بسيط ويعاني فصاما مع الواقع”

وهو ما دفع نور الدين الطبوبي إلى مهاجمة الغرياني بقوله إن “سامي الطاهري هو أمين عام مساعد في المنظمة، وما عبّر عنه حين تحدث عن بعض رجال الأعمال يُلزمني ويُلزم الاتحاد. انت باسم من تتحدث؟ الزم حدودك، ويكفي من المناكفات”.

القدس العربي

أحدث أقدم