كيف قرأت السلطات الأردنية آخر تغريدة للملكة “نور الحسين”؟.. دور بارز للجنرالات في ملف”الفتنة وحمزة”

كيف قرأت السلطات الأردنية آخر تغريدة للملكة “نور الحسين”؟.. دور بارز للجنرالات في ملف”الفتنة وحمزة”

الاردن، الفتنة الأردنية ،الملك عبدالله ،الأمير حمزة، الملكة نور ،حربوشة نيوز ،حربوشة_نيوز

لندن - يشير مستشارون أردنيون عبر اتصالات جانبية مع دبلوماسيين غربيين إلى توقعاتهم الخاصة بنشاط مستمر تقوم به والدة الأمير حمزة بن الحسين الملكة نور الحسين لإثبات أن ابنها فرضت عليه الإقامة الجبرية.

ويفسر هؤلاء المسؤولون بأن الهدف من تحركات الملكة الأم، ابتزاز المزيد من التعاطف مع ابنها الذي صرح الملك عبد الله الثاني بأنه في قصره ومع عائلته برعاية الملك.

والهدف أيضا الذي تتوقعه السلطات الأردنية من اتصالات وتغريدات الملكة نور هو بقاء تسليط الأضواء على قضية الأمير حمزة عبر الإشارة إلى تقييد حريته الشخصية في التنقل وإجراء الاتصالات ومقابلة الناس بمختلف فئاتهم .

وأعلنت السلطات الأردنية في الرابع من شهر نيسان الماضي بأن ولي العهد السابق “انخرط” في مخطط للفتنة وزعزعة أمن واستقرار المملكة .

لكن السلطات لم تقدم بعد علنا أدلة عملية عن مستندات ذلك الانخراط، فيما عبر الملك عبد الله الثاني شخصيا عن شعوره بالصدمة والألم بعد اكتشاف أطراف في المؤامرة ضد بلاده من داخل البيت .

وظهر الأمير حمزة علنا بعد اتهامه الرسمي بالانخراط بالفتنة مرة واحدة فقط عند قراءة الفاتحة في الأضرحة الملكية، ولم يشاهد الأمير الشاب ضمن أفراد الأسرة المالكة علنا على الأقل في مراسم تشييع جثمان عمه الراحل وأكبر أفراد العائلة سنا الأمير محمد بن طلال .

ولاحظ دبلوماسي غربي بأن الأمير علي بن الحسين عندما نعى عمه طلال تجنب ذكر الأمير حمزة ونشر تغريدة تضمنت إشارة إلى أنه فقد الأب الحاني .

لكن وحسب دوائر دبلوماسية غربية لا تزال تحركات الملكة نور وهي تحاول الإيحاء بأن الإقامة الجبرية فرضت على ابنها في عمان، تحظى بالاهتمام والمتابعة حيث كانت قد نشرت تغريدة الأسبوع الماضي سألت فيها عن سبب عدم ظهور ابنها لو أنه لم يكن مسلوب الإرادة والحرية.

فيما كان الملك عبد الله الثاني قد اعتبر أن الجزء المتعلق بالأمير حمزة في ملف ومخطط الفتنة التي وئدت تكفل به الأمير المخضرم حسن بن طلال وسيعالج في إطار الشأن العائلي .

وظهر لاحقا بأن خطوات الاحتواء التي قام بها الأمير حسن تحديدا حظيت بغطاء من المؤسسات الأمنية والسيادية الأردنية، حيث أن المستوى الأمني قد يكون الجهة التي طلبت من الأمير حسن التحرك لاحتواء مسألة الأمير حمزة في وقت مبكر، وبعد بث الأخير عدة أشرطة فيديو ولتسريبات صوتية بطريقة لا تزال غامضة إثر لقاء شهير بينه وبين رئيس هيئة الأركان الجنرال يوسف الحنيطي .

وتدلل معطيات تتحدث عنها تقارير دبلوماسية لسفارات أجنبية، بأن دور الجنرالات في مسالة احتواء الفتنة وتحركات الأمير حمزة كان أساسيا ليس بالتحرك في اللحظة المناسبة للمنع والاعتقال والوأد والاحتواء.

لكن أيضا في إدارة الأزمة نفسها لاحقا والحرص على عزل الأمير حمزة ورفض تدخلاته سياديا وسط المجتمع حرصا على الشرعية الدستورية، بمعنى أن جنرالات الدولة كان لهم تأثير قوي ولا يزال ليس في احتواء الأزمة وترتيب الاعتقالات والمحاكمات فقط ولكن أيضا في تنفيذ إجراءات وخطوات متشددة تجاه حركة الأمير حمزة نفسه، وفي الحرص على توفير أرضية منع العودة لأي نشاطات مريبة مستقبلا.

وهنا تحديدا نقل أحد السفراء الغربيين القول بأن مراقبة الأمير حمزة والحد من تحركاته والتأشير على عبثية وأضرار هذه التحركات ومخاطرها على الدولة والمجتمع والدستور، مسألة متفق عليها تماما بين رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وأركان حكومته وبين قادة وأركان الدولة العميقة في الأردن .

القدس العربي 

أحدث أقدم