تصريحات مورينيو المثيرة للجدل تشعل الأجواء في الدوري التركي
في أعقاب ديربي إسطنبول المثير بين فنربخشة وغلطة سراي، فرضت لجنة الانضباط في الاتحاد التركي لكرة القدم عقوبة على المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفنربخشة، تقضي بإيقافه لأربع مباريات وتغريمه بمبلغ 42,500 يورو. تأتي هذه العقوبة نتيجة لتصرفاته غير الرياضية وتعليقاته المسيئة تجاه لاعبي غلطة سراي، بالإضافة إلى دخوله غير المصرح به إلى غرفة حكام المباراة.
خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، انتقد مورينيو بشدة أداء الحكام، مشيرًا إلى أن أعضاء الجهاز الفني لغلطة سراي "كانوا يقفزون مثل القرود" احتجاجًا على قرارات الحكم. أثارت هذه التصريحات استياءً واسعًا، حيث اعتبرها نادي غلطة سراي عنصرية وغير مقبولة، مما دفعهم إلى تقديم شكوى رسمية إلى الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (يويفا)، بالإضافة إلى الجهات القضائية التركية، مطالبين بفرض عقوبة تصل إلى ستة أشهر على مورينيو.
من جانبه، دافع نادي فنربخشة عن مدربه، مؤكدًا أن تصريحاته أُسيء فهمها وتم إخراجها من سياقها. في الوقت نفسه، أعرب إسماعيل غارسيا، المدرب المساعد في غلطة سراي، عن استيائه من تصريحات مورينيو، مؤكدًا أنه "ليس قردًا، بل إنسانًا"، ودعا إلى التركيز على كرة القدم بعيدًا عن مثل هذه الجدليات.
بالإضافة إلى عقوبة مورينيو، تم إيقاف أوكان بوروك، مدرب غلطة سراي، لمباراة واحدة وتغريمه قرابة 40,000 يورو بسبب تعليقاته خلال المؤتمر الصحفي. كما تم فرض عقوبات على فنربخشة بخوض مباراتين خارج أرضه بدون حضور جماهيري نتيجة الأحداث التي شهدتها مدرجات مشجعيه. وتعرض دورسون أوزبك، رئيس نادي غلطة سراي، لعقوبة مالية قدرها ثلاثة ملايين ليرة تركية ومنعه من ممارسة مهامه لمدة 34 يومًا.
في سياق متصل، دافع النجم الإيفواري ديدييه دروغبا عن مورينيو، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن يكون عنصريًا، نظرًا للعلاقة القوية التي تربطهما منذ فترة تواجدهما معًا في نادي تشيلسي. ومع ذلك، يصر نادي غلطة سراي على ضرورة معاقبة مورينيو على تصريحاته، مؤكدين على أهمية مكافحة العنصرية في الرياضة.
تأتي هذه الأحداث في وقت حساس من الموسم، حيث يحتدم الصراع على صدارة الدوري التركي بين الغريمين التقليديين. ومن المتوقع أن تؤثر هذه العقوبات على أداء الفريقين في المباريات المقبلة، خاصة مع غياب المدربين عن مقاعد البدلاء وتأثير ذلك على استراتيجيات اللعب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها مورينيو الجدل بتصريحاته، حيث عُرف عنه أسلوبه الصريح والمثير للجدل في التعامل مع الإعلام والخصوم. ويبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه العقوبات على مسيرة فنربخشة في المنافسة على لقب الدوري، وما إذا كان مورينيو سيعدل من نهجه في التعامل مع مثل هذه المواقف في المستقبل.
في النهاية، تعكس هذه الأحداث التوتر الكبير الذي يميز مباريات الديربي في تركيا، وأهمية التعامل بحكمة واحترافية مع مثل هذه المواقف لتجنب التصعيد والحفاظ على روح المنافسة الشريفة في الرياضة.