في مواجهة قرارات ترمب... كاليفورنيا تتحرك لحماية اقتصادها العملاق

كاليفورنيا ضد ترامب: خطة نيوسوم الجريئة لتجاوز الرسوم الجمركية وإنقاذ اقتصاد الولاية

أطلق حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم استراتيجية استباقية لمواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، من خلال السعي لعقد شراكات تجارية مباشرة مع حكومات أجنبية، بهدف استثناء المنتجات المصنوعة في كاليفورنيا من الرسوم الانتقامية.

باعتبارها خامس أكبر اقتصاد في العالم، حيث تتجاوز قيمة التجارة السنوية 675 مليار دولار، فإن كاليفورنيا تعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية. جاءت خطوة نيوسوم في وقت أعلن فيه ترامب فرض 10٪ رسوم جمركية عامة على الواردات، بالإضافة إلى 34٪ على الصين، 25٪ على كوريا الجنوبية، 24٪ على اليابان، و20٪ على الاتحاد الأوروبي، بينما تم إعفاء كندا والمكسيك من هذه الجولة.

وصف ترامب قراره بأنه خطوة نحو "الاستقلال الاقتصادي"، إلا أن الأسواق شهدت أسوأ يوم لها منذ عام 2020، وردّت الصين بفرض رسوم بنسبة 34٪.

وفي فيديو نُشر على منصة X (تويتر سابقاً)، قال نيوسوم: "رسوم ترامب الجمركية لا تمثل جميع الأمريكيين... كاليفورنيا تظل شريكاً تجارياً موثوقاً ومستقراً".

وفقاً لدراسة من جامعة UC Davis، قد تخسر صناعة اللوز في كاليفورنيا، التي تُقدر قيمتها بـ4.7 مليار دولار وتوفر أكثر من 100,000 وظيفة، ما يصل إلى 875 مليون دولار بسبب الإجراءات الانتقامية. وتشمل القطاعات المتأثرة أيضاً التصنيع، والنبيذ، ومنتجات الألبان.

كما قد تؤدي الرسوم المفروضة على الخشب الكندي إلى إبطاء جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة من حرائق الغابات، بينما سترفع ضرائب الواردات على الكانولا والزجاج من أسعار المواد الغذائية والمشروبات.

ويحذر خبراء الاقتصاد مثل جوك أوكونيل من فقدان وظائف في سلاسل التوريد وموانئ لوس أنجلوس، حيث يعمل أكثر من 300,000 شخص في قطاع التصنيع. في عام 2023 فقط، صدّرت كاليفورنيا ما يقارب 160 مليار دولار من السلع المصنعة، بما في ذلك الإلكترونيات والآلات والمواد الكيميائية.

وتتوقع تحليلات Yale Budget Lab أن تؤدي هذه الرسوم الجديدة إلى ارتفاع التضخم بنسبة 2.3٪، مع زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.8٪ والسيارات بنسبة 8.4٪، مما قد يكلف الأسرة الأمريكية حوالي 3800 دولار هذا العام.

رسالة نيوسوم واضحة: بينما تختار واشنطن العزلة، تظل كاليفورنيا منفتحة على العالم.