في تونس ، مطلقي النار يموتون قبل من يتلقى الرصاص

خصوم النهضة اشتغلوا بها ولم يشتغلوا بانفسهم وستكون نهايتهم موتا طبيعيا...


الدكتور نورالدين العلوي،  الاحوال الشخصية، الغنوشي، بن عاشور، بن تومية، النهضة، ناجي جلول، حربوشة نيوز
خصوم النهضة

حربوشة نيوز

تونس - كتب الدكتور نورالدين العلوي 

اطوف حول هذه الفكرة   ويمكن تساعدنا منهجيا في فهم  ما جرى ويجري ...(هناك شاغل  منهجي عام  لقراءة مسار الثورة والتاسس والانتقال) 
انا عشت عقد الثمانيات  في الجامعة       اسمع  حتى اقتنعت  ان  اطروحات الاسلاميين حول المراة  هي اطروحات   تقوم (على  فشل من يحكّم النساء) ...وعلى ناقصات عقل  وكل  تلك الدعاية  التقدمية  الموجهة ضد الرجعية  في قضية المراة ...
طبعا كانت هناك وقائع  تؤيد ذلك (الموقف السبعيني من الاحوال الشخصية).... ولكن كانت هناك وقائع تنقضها ...(محاضرات الغنوشي في الكويت  في 1984)

لما دخلنا التاسيس  (هيئة بن عاشور)  استعاد التقدميون  هذا الموقف وبنوا عليه   فكرة المناصفة  لارباك  الاسلاميين ...(اعداء المراة)  قبل الاسلاميون بالشرط   التعجيزي وتبين ان لديهم قيادات    وكفاءات نسائية (سيتذكر الناس بن تومية  فقط)...بينما اكتشفنا فقر التقدميين الى قيادات نسائية ...(تحول الامر عندهم الى فضيحة عندما  جادل البعض النقابيين بعد مؤتمر طبرقة عن غياب القيادات النسائية في المنظمة)... 

تجربة الحكم   افادات  الاسلاميين   في مجال تدريب كادرهم النسائي  ولم تعد فكرة  تحكيمهن   موضع جدال  فقهي. ...لم يقدمن للوزارات   نساء بعد ولكن  المسار ينبئ بذلك  ...
مسالة  تقديم قيادات الصف الثالث والرابع  او الثاني   للحكومة ستكون  بوابة تطور اخر  داخل الحزب (هدية اخرى )...الذي  يعاني من اثر  القطعية بين اجياله بحكم  المحنة التي تعرض لها ...فلم يدرب (لم يرب)  قيادات جديدة  طيلة ربع قرن ...وكان هذا عائقا حتى الان (يفترض ان لا تجد الاحزاب التقدمية مثله  لانها عاشت  بسلام مع الدكتاتورية )..
المعاينة البسيطة تكشف ان ليس لهذه الاحزاب   اجيال  تجددها ...وستكون نهايتها موتا طبيعيا بلا خسارات  سياسية  في سياق منافسة ..

  لكن الامر المنهجي   الذي  قد يساعد على التحليل  (وهذا الذي  يهمني)   هو ان خصوم النهضة   اشتغلوا بها ولم يشتغلوا بانفسهم   ..استراتجية   تعطيل النهضة او اعاقتها  .دون الانشغال الجدي بتكوين الذات الحزبية  .ادت  الى عكس المراد  فتحولت الى عائق لمن يتبعها ... (التقمير) اعطي مفعول البوم رونق  ترمي  فترتد عليك الرمية ...

الانشغال باعاقة الخصم  لا يؤدي دوما الى الفوز بالسباق ..جزء كبير من السياسات والمواقف  والتحالفات قامت  وسارت في اتجاه الاعاقة لا في اتجاه البناء الذاتي  ..وكان الخصم دوما يحسن تلقي الهدية  ...ويطور  امكانياته ...

منهجيا اعاقة الخصم ليست برنامجا   سياسيا ..ضمن الديمقراطية ...يمكن تكون تكتيك حربي ...لكن ليس من عمل السياسة ... لقد  ابقى هذا التكتيك السياسة  في مجال   البحث عن النجاة من الموت  لا التقدم الى الحياة  الغريب ان المستهدف بالضرب هو اكثر الناجين 

(طبعا هنا الحديث عن برامج  وبدائل  يدخل في باب المجاز ففي مجال انتاج البدائل الجميع سواسية ) شعارهم عكز بالموجود ...
في الهامش اعرف اسلاميين يحبون مثال صديقي ناجي جلول ..لانه يرقد ويقوم على فكرة التقمير  ضد النهضة ....رغم انه من القلائل الذي يقول  لي  هناك حزب واحد  في تونس يخدم  في السياسة ...وهو النهضة ...

في السياسة التونسية يبدو ان مطلقي النار  يموتون قبل من يتلقى الرصاص ..
الطريق لا تزال طويلة للخروج من القتل الى زرع الحياة  .. وما حكومة الرئيس 2 الا محطة اخرى ...في نفس طريق ..القتل   كمنهج بقاء...
أحدث أقدم