الفاينانشال تايمز: الأزمة في تونس: قيس سعيد.. الرئيس المتهم بتقويض الديمقراطية

الفاينانشال تايمز: الأزمة في تونس: قيس سعيد.. الرئيس المتهم بتقويض الديمقراطية

تونس،الرئيس التونسي قيس سعيد ،الديمقراطية ،حربوشة نيوز ،حربوشة_نيوز

نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز تقريرا لمراسلتها في القاهرة هبة صالح بعنوان: “قيس سعيد، الرئيس التونسي المتهم بتقويض الديمقراطية”.

وتشير الكاتبة إلى أن السياسيين المنقسمين في تونس قاموا بإقصاء قيس سعيد حتى بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية التونسية لعام 2019، باعتباره دخيلا عديم الخبرة وهم اليوم مذهولون بقراراته التي وصفوها بالانقلاب.

وتضيف صالح أن سعيد، 63 عاما، أستاذ قانون دستوري سابق يرى أن مهمته هي القضاء على الفساد. وقدم تحركاته للاستيلاء على سلطات إضافية، كمحاولة “لإنقاذ تونس من النخب الجشعة التي أساءت إدارتها منذ ثورة 2011”.

وتقول الكاتبة إنه يبدو أن التونسيين، الذين عانوا لسنوات من عدم كفاءة الحكومة والاقتصاد المتردي، رحبوا على نطاق واسع بتدخله. وكشفت نتائج استطلاع أجرته شركة امرهود للاستشارية المحلية، أن أكثر من 87 في المئة وافقوا على إجراءات الرئيس.

وقال طارق الكحلاوي، وهو محلل سياسي للصحيفة: “أعتقد أن ما يريد الوصول إليه هو إعادة هيكلة المشهد السياسي”. وأضاف: “ربما يريد إجراء استفتاء لتغيير النظام السياسي من النظام شبه البرلماني الحالي إلى نظام أكثر رئاسية”.

وتشير الكاتبة إلى أن البعض يحذر من حكم استبدادي وشيك في البلد الذي يُنظر إليه على أنه المثال الأفضل للانتقال الديمقراطي بين الدول العربية التي انتفضت ضد الدكتاتورية في عام 2011.

وقالت مونيكا ماركس، المحاضرة في جامعة نيويورك في أبو ظبي للفاينانشال تايمز: “لديه عقدة المنقذ وتركيز على النخب الفاسدة”. وأضافت: “غالبا ما تكون انتقاداته جيدة، لكن إجاباته كارثية لدرجة أنها تهدد بقتل الديمقراطية نفسها”.

واعتبرت الكاتبة انه بعد ثماني سنوات من الثورة، سئم العديد من التونسيين الحكومات الائتلافية الضعيفة. وأن الجمهور فقد الثقة في سياسيي ما بعد الثورة، بمن فيهم الإسلاميون العائدون من المنفى والذين يُتهمون على نطاق واسع بمشاركة الغنائم مع نخب النظام القديم.

وأشارت صالح إلى أنه خلال حملته الانتخابية، تحدث سعيد عن عدم ثقته في الأحزاب السياسية باعتبارها تبذر الفتنة والشقاق.

كما رفض تمويل الدولة لحملته، حيث كان يتجول في المقاهي، بمساعدة متطوعين من بينهم طلاب سابقون له.

وقال فوزي دعاس، أحد منظمي الاحتجاجات أثناء الثورة وشارك في حملة سعيد للصحيفة: “لقد أعجبت بزهده”. وأضاف: “تعلمت منه أن العمل الشعبي وليس المال هو الذي يحدد النتائج في السياسة..، أستطيع أن أقول إنه أبعد ما يكون عن كونه ديكتاتوراً. منذ عام 2019، كان يحاول مع السياسيين، لكنهم عالقون بأساليبهم، بعيداً عن الصراط المستقيم”.

ويقول الكحلاوي إن فوز سعيد الساحق كان ينبغي أن يدق أجراس الإنذار للأحزاب القائمة، لكنهم استمروا في تجاهل المشاعر العامة وتم استبعاد الرئيس الجديد باعتباره “شخصا يتحدث فقط”.

ونقلت الكاتبة عن مسؤول في حزب النهضة اعتقاده بوجود تورط أجنبي في “الانقلاب” واتهامه الإمارات العربية المتحدة ومصر وفرنسا بالتدخل.

لكن الكحلاوي يعتقد أنه لا يوجد دعم خارجي. وأشار إلى أنه يعتقد أنه “ربما سينتج عن الأمر شيء جيد”، ليضيف بعدها “لكن لا يزال هناك خطر الاستبداد”.

أما ماركس فكانت أكثر تشاؤماً وقالت للصحيفة: “الرجل لا يريد فقط إصلاح النظام الذي يحتاج إلى ذلك. إنه مدمر للنظام وسيتخلص من كل شيء بما فيه المزايا والسيئات على حد سواء”.

أحدث أقدم