الى البعض : عندما يشير العالم إلى القمر ينظر هؤلاء البعض إلى الاصبع

كم من "يهوذا الاسخروطي" في مجلس نواب الشعب؟؟؟


نصرالدين بن حديد-يهوذا الاسخروطي، مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، النهضة، حربوشة أخبار
نصرالدين بن حديد


الى البعض : عندما يشير العالم إلى القمر ينظر هؤلاء البعض إلى الاصبع

كتب المحلل السياسي نصرالدين بن حديد




عشية يوم الاثنين الفارط وفي حديث مع أحد الأطراف التي تحركت في نشاط كبير من أجل  تمرير لائحة إسقاط راشد الغنوشي من على رئاسة مجلس نواب الشعب، أخبرني والصدق واليقين في عينيه أن سقوط الرجل أو بالأحرى إسقاطه أمر يقين.


اليقين هنا بمعنى حساب الأصوات التي أعلن أصحابها نية التصويت لفائدة الائحة.


رغم سقوط اللائحة، وفشل هذا الرجل في تحقيق مبتغاه، فهو لم يكذب بل هو الصادق الصدوق، لأن طريقة العد المعتمدة لا تزيد عما هو معمول به في درس الحساب في المدارس الابتدائة، لأن عندما نجمع الأصوات الداعمة للائحة بالاصوات المسماة بالملغاة، نجد أن العدد يتجاوز 109 صوتا.... وهو مجموع من وعد بالتصويت لفائدة الائحة 


إضافة إلى أسلوب عد الأعواد والأقراص المعتمد من هذا النائب، يوجد حساب "حمرا/كحلة" التي تتقنها النهضة وعلى الأخص زعيمها "الشيخ التكتاك"، حين تبين بالدليل المادي القاطع ليس فقط أن النهضة اخترقت الالة الحاسبة للفريق الذي تزعم الحملة، بل وهنا الأخطر، لم تنزل بكلاكلها ونوابها، بل جعلت "أصحاب اللائحة" في التسلل....


يكون السؤال :
- ما الذي دفع 18 نائبا إلى جعل أصحاب اللائحة في التسلل، وما الذي جعل نواب "قلب تونس" في أغلبهم يقاطعون الجلسة والحال (كما أكد عديد الصحفيين) أن لعبة "البيع والشراء" كانت مكشوفة أشبه أو مفضوحة أكثر مما هو في أسواق الخرفان المنتصبة في جوار المجلس بمناسبة عيد الاضحى؟؟؟


أولا : حين نضع محبة/كره راشد الغنوشي جانبا، لأن لا حب دائم ولا كره دائم في السياسة، يرى جزء من النواب (خاصة قلب تونس) أنها ستسقط رطلا ليصعد إلى رئاسة المجلس قنطار، بمعنى ليس متأكدا إن كانت القسمة التي تلي سقوط الغنوشي ستمكنهم من ذات المعاملة التي عهدوها من الغنوشي وحزبه....


ثانيا : هناك من النواب من اتخذ من شتم الغنوشي خاصة والنهضة عامة وتنظيم الإخوان، على المنابر الاعلامية، رزقا وباب كسب، مما يعني أن مشاركته في إسقاط راشد الغنوشي لا تختلف عن تلك التي (في كتاب القراءة) "حرصت فندمت" حين ذبحت الدجاجة التي تبيض ذهبا...


ثالثا: القرار الإقليمي/الدولي لا يزال متوافق على ما يلي :


- الاستقرار داخل تونس ضرورة إقليمية ودولية، وان كانت هناك اختلافات على مستوى التفاصيل،


- النهضة وبالأخص الغنوشي من ضمانات الاستقرار في تونس، خاصة من الثنائي الجزائر/واشنطن وبدرجة أقل جدا باريس التي لا تخفي بعض دوائر القرار فيها (خاصة المخابرات) حاجة فرنسا لوجود الغنوشي... 


إلى الأغبياء والسذج، وعميي البصيرة (المعنيون بالتوصيف، بعضهم من الأصدقاء) :


أولا : دولة الإمارات العربية المتحدة تعلن عداء مفتوحا لتنظيم الإخوان بل لا تخفي جهرا  وعلانية أنها تعمل على إسقاط هذا التنظيم ولو اقتضى الأمر (كما قال شرشبيل للسنافر) أن يكون آخر عمل في حياتي، اصغر من اتخاذ قرار الانقلاب ومن ثمة تنفيذه.
قرار الانقلاب في تونس (حال اتخاذه) يكون بتوافق أمريكي/فرنسي. 
الإمارات  مهمتها جعل النهضة تعمل تحت الضغط والاستفزاز.  
من ذلك كذبة وثائق قاعدة الوطية الليبية التي ألفتها المخابرات التركية، تمثل هدية مجانية لنرجسية المخابرات الإماراتية لا غير...


ثانيا : أزعم صدقا أن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة قد استلقى من شدة الضحك عندما علم أن الانتخاب بالسر لأن  الرجل طالع شعر منور صمادح الذي قال (ما معناه) أن شعار "الصدق في القول والإخلاص في العمل" ليس في لا في السر كما في العلن...
أحدث أقدم