عبير موسي لحماية البوليس

عبير موسي لحماية البوليس


عبير موسي، البوليس، نورالدين الغيلوفي، حربوشة  نيوز


كتب نورالدين الغيلوفي

عبير موسي ما صنعت حزبا وصلت به إلى برلمان الشعب إلّا لتنتقم من الشعب الذي أنجز ثورة أسكتت زغاريدها وقضت على أحلامها بالترقية. وكلّ مبادرة تأتي منها لا صلة لها بالشعب أصلًا.. فَهْمُها لكلّ شيء منحرف.. لا تحترم الثورة.. ولا تقدّر شهداءها ولا يعنيها جرحاها.. لم تتّعظ ممّا حصل لها.. كتبت بعد أن هرب بن علي رسالة استقالة من التجمّع واعتذار من الشعب وبراءة من ماضيها الأسود، ثمّ لمّا أمنت العقاب ظهرت من جديد بشراسة لا تفسير لها إلّا ما استوطنها من عُقد نفسيّة أوربّما ما أسال لعابها من تمويل سخيّ الشاهد عليه إشادة الإعلام الإماراتي وإعلام العسكر في مصر بها ومتابعته لتحرّكاتها وحتّى لساعات نومها داخل مبنى البرلمان في جوف الليل... 
عبير هي من  أوسخ ما ترك بن علي وزبانيته من نُسخ الفاشية البذيئة التي لا قاع لها يحدّ من سقوطها.. أظهرتها الثورة السلميّة من القاع الذي تربّت فيه ومدّت الدولة إليها يدها بأن مكّنتها من بعث حزب سياسي بقلب بن علي ووجه بورقيبة، ولكنّها لم تصنع غير أن عضّت اليد التي انتشلتها من حفرتها ومكّنتها من فرصة الانتماء إلى النوع الإنساني، لأنّها، ببساطة، صناعة بوليسيّة لا إنسان بها ولا أخلاق سياسية لديها، إذ لا تُظهر من سلوكها إلّا ما ينقض الإنسان ويفسد الأخلاق ويخرّب الذوق السليم...

تراها تتحرّك في البرلمان مثل ثور دائم الهيجان بشحنة لا تنفد تمنعه من التعب.. جعلت "الإخْوِين" (هكذا تنطقها) شمّاعة واتّخذت منهم طُعما تُسيل به لعاب من إذا سمعوا عبارة (الإخوان) ركبتهم عفارين الأرض من كلّ الجهات ورفعوا قبضاتهم في الهواء بالوعيد.. تثيرهم فيستجيبون حتّى أصبحوا توابع لها تأمرهم فيأتمرون وتنهاهم فينتهون.. مفتاحهم عندها.. يكفي أن تنطق بعبارة ليردّدوها خلفها مثل جوقة كومبارس على مسرح سخيف...
 
قانون زجر الاعتداء على الأمنيين من مشاريعها التي لا علاقة لها بالشعب.. إذ هي لا ترى لها حضورا إلّا في نظام بوليسي يسمح لها بفعل الزغردة.. ومن طريف الأمر أنّ الزغردة في العربيّة هي هدير للإبل يردّده الفحل (البعير) في جوفه...

عبير لا ترى لها وجودا إلّا في نظام بوليسي يكتم الأنفاس لتستقرّ رغردتها في الأسماع بعيدا عن كلّ جمال وعقل واختلاف.. ولتستفزّ الشعب بهواها المريض فهي تستغلّ فرصة وجودها بالبرلمان لتقدّم خدمة للبوليس عسى أن تجد لها المناخ الذي يعيد إليها "مجدها".. فإن لم يكن فليس أقلّ من أن تنغّص على الناس هواء حرّا نقيّا تنفّسوه مع ثورة وضعت للبوليس سياجا لا يتجاوزونه.
أحدث أقدم